قبلة السيدات في الإسكندرية.. كيف تحول من إسطبل خيول إلى «زنقة الستات»؟
سوق زنقة الستات في الإسكندرية
زنقة الستات أحد أهم الأسواق على مر التاريخ في الإسكندرية، فلا أحد يزور الإسكندرية إلا ويذهب للتسوق من زنقة الستات، خاصة وأنه السوق المتخصص في منتجات السيدات فقط، ويضم مجموعة كبيرة من المحلات المتراصة أمام بعضها البعض بينها ممرا ضيقا لا يسع إلا لشخص واحد للسير، ومن هنا أطلق عليه زنقة الستات، وزادت شهرة الزنقة بسبب الدراما المصرية وخاصة فيلم ريا وسكينة، كما تعد زنقة الستات أقدم مناطق الإسكندرية التى تعتبر قبلة للنساء والفتيات خاصة المقبلات على الزواج.
الزنقة أصلها إسطبل خيول
وعن تاريخ زنقة الستات، قال الدكتور عبد العزيز الفضالي أستاذ التاريخ بجامعة الإسكندرية، إنّ تاريخها يعود لعام 1948 قبل أن تكون زنقة الستات سوقا تجاريا، إذ كانت في البداية إسطبل خيول للحملة الفرنسية التى تواجدت في الإسكندرية، وبعد رحيلهم عن مصر بدأت فيه الأعمال التجارية بين الأرمن والإيطاليين واليونانيين، وجاء بعدها المغاربة ودول شمال أفريقيا، وقبل إطلاق اسم زنقة الستات عليها كان هذا المكان يسمى سوق المغاربة، وهي من أقدم الأسواق المصرية وأشهرها، ويأتى لها زوار من كل محافظات مصر وأيضاً من دول العالم.
ما هو سبب تسميتها زنقة الستات؟
الزنقة قريبة جدا من حارة اليهود في الإسكندرية، وسبب تسميتها بهذا الاسم أنها تحتوي على ممرات ضيقة لا يتعدى عرض الممر 70 سنتيمتر، حسب الحاج محمد العربي، أحد أقدم باعة سوق زنقة الستات الذى ورث محله عن والده، ويروى لـ«الوطن» قائلا، «تسع طرقات السوق لسير شخص واحد لا أكثر، وتواجه المحلات بعضها، بينما يوجد بها محلات كثيره، في مساحات ليست كبيرة ولأن جميع زبائن الزنقة من السيدات، وأطلق عليها زنقة الستات، وسبب زحام الزنقة أنّ أسعار المنتجات بها منخفضة جدا عن باقى الأسواق وتعد أسعار جملة الجملة».
سوق مخصص للسيدات
وتضم زنقة الستات كل المنتجات التي تخص السيدات بداية من الأكسسوارات الحريمى والملابس وأدوات الزينة والتجميل والعطور، إلى جانب أقمشة للملابس والستائر والأحذية وكل ما تحتاجه السيدات تجده في زنقة الستات، كما يوجد لوازم المصانع الخاصة بمنتجات ملابس السيدات من الخيوط والخرز واكسسورات الفساتين للسيدات، بحسب ما أكده هشام جابر أبو شعلة أحد تجار زنقة الستات.
متاهات زنقة الستات
وشهدت الزنقة زوار على أعلى مستوى، وجرى تصوير مشاهد كثيرة جدا لعدد من الأعمال الدرامية، بدأها الفنان أنور وجدى في فيلم ريا وسكينة، طبقا لـ«زكريا العمدة» أحد التجار، متابعا «يأتى إلى الزنقة زوار وزبائن من مختلف المستويات، نظرا لنوعية البضائع التي لا تجد معظمها إلا هنا في زنقة الستات، ويجب الحرص عند دخولك الزنقة فهى تشبة المتاهة في ممراتها الضيقة، ولا تستطيع تحديد المدخل والمخرج إلا بصعوبة بالغة، ولا تستطيع الخروج من زنقة الستات من نفس مكان دخولك وجرب بنفسك».