الكرملين: روسيا تنتظر مقترحات ملموسة للحد من التسلح بالولايات المتحدة
الكرملين مقر الرئاسة الروسية في موسكو
قال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، اليوم الاثنين، إن روسيا تظل منفتحة على الحوار مع الولايات المتحدة الأمريكية، بشأن الحد من التسلح، لكن موسكو تنتظر تلقي مقترحات ملموسة من واشنطن عبر القنوات الدبلوماسية.
ووصف المتحدث باسم الكرملين التصريح الذي أدلى به مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، جيك سوليفان، بأن الولايات المتحدة مستعدة للحوار مع روسيا بشأن الحد من التسلح دون شروط مسبقة بأنه «مهم وإيجابي»، بحسب ما نقلت وكالة «تاس» الروسية للأنباء قبل قليل.
موسكو: نحتاج أولاً إلى فهم كيفية صياغة الاقتراح
وأوضح بيسكوف: «بالطبع، نتوقع أن يتم دعمه بتحركات فعلية عبر القنوات الدبلوماسية، وبعد ذلك، سيكون من الممكن النظر في الصيغ المقترحة للحوار»، وتابع بقوله: «تظل روسيا منفتحة على الحوار، إذ نعتقد أن هذا مهم للغاية، لكننا نحتاج أولاً إلى فهم كيفية صياغة هذا الاقتراح، بالطبع، في مثل هذه القضايا المهمة والحساسة، من الصعب للغاية الاسترشاد بالتصريحات في وسائل الإعلام، خاصةً عندما نشهد عجزاً كبيراً في الثقة المتبادلة في علاقاتنا الثنائية».
وفي وقت سابق، قال مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض إن واشنطن مستعدة لإجراء حوار بشأن الحد من التسلح مع روسيا والصين، دون شروط أولية، وأضاف «سوليفان» في اجتماع سنوي لرابطة الحد من التسلح: «لقد أعلنا عن رغبتنا في الدخول في مناقشات ثنائية للحد من التسلح مع روسيا والصين دون شروط مسبقة».
وأشار نائب وزير الخارجية الروسي، سيرجي ريابكوف، في وقت لاحق، إلى أن تصريح مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض كان «محاولة لعرض الموقف الأمريكي بطريقة أكثر جاذبية للمجتمع الدولي، مما هو عليه في الواقع».
موسكو: لا نية للتعاون مع مقررة مجلس حقوق الإنسان
وفي سياق آخر، أكد المبعوث الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة، جينادي جاتيلوف، اليوم الاثنين، أن موسكو لا تنوي التعاون مع المقررة الخاصة لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في روسيا، ماريانا كاتزاروفا، التي تولت مهامها في الأول من مايو الجاري.
واعتبر «جاتيلوف» أن المقررة الأممية «ستتصرف وفقًا للإرشادات الغربية، من أجل ممارسة الضغط السياسي على موسكو، ولا يمكننا أن نتوقع أي شيء جيد تجاهنا، لا موضوعية، ولا تقييم مناسب لوضع حقوق الإنسان في روسيا، لذا فإن الوضع هنا واضح للغاية بالنسبة لنا».
وكان مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة قد أعلن يوم الجمعة الماضي، عن تعيين البلغارية ماريانا كاتزاروفا، مقررة خاصة لحقوق الإنسان في روسيا، اعتبارًا من الأول من مايو الماضي.
إغلاق مكتب منظمة الصحة العالمية في موسكو
وحول إغلاق مكتب منظمة الصحة العالمية للوقاية من الأمراض غير المعدية ومكافحتها في موسكو، حذر المبعوث الروسي من أن هذه الخطوة سيكون لها تأثير سلبي على بلدان رابطة الدول المستقلة، التي استفادت من العديد من مشاريعها.
وأضاف «جاتيلوف»، في تصريحاته: «لقد تعاونا مع العديد من البلدان وكانت دول رابطة الدول المستقلة مستفيدة من برامجنا ومشاريعنا، والآن ستعاني هذه البلدان من إغلاق المكتب ولن نتمكن من الاستمرار في المشاركة في الدراسة حول هذا الموضوع».
وأكد الدبلوماسي الروسي أن «مكتب منظمة الصحة العالمية في موسكو يعمل بكفاءة عالية، لاسيما فيما يتعلق بمكافحة الأمراض غير المعدية»، مشدداً على أن «روسيا هي الرائدة في هذا المجال، وقد قدمنا لسنوات بحثنا حول هذا الموضوع».
وقال إن قرار إغلاق مكتب منظمة الصحة العالمية في موسكو كان على ما يبدو بدوافع سياسية، بهدف ممارسة ضغط إضافي على روسيا، معرباً عن أن «موسكو تأمل في أن تتم مراجعة هذا القرار في المستقبل، وسنواصل تعاوننا النشط مع المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لأوروبا، ومع منظمة الصحة العالمية بأكملها».
جدير بالذكر أن المكتب الإقليمي لأوروبا، التابع لمنظمة الصحة العالمية عقد جلسة خاصة، في 15 مايو الماضي، صوت فيها أغلب مندوبي الدول لصالح إغلاق مكتب موسكو للوقاية من الأمراض غير المعدية ومكافحتها.