«معجزة» وراء إنقاذ 4 أطفال تاهوا 40 يوماً في غابات الأمازون بكولومبيا
الطائرة المحطمة
مخطئ من يظن أن زمن المعجزات قد انتهى، هذا ما أثبتته حادثة شهدتها غابات الأمازون في دولة كولومبيا بأمريكا الجنوبية، عندما فوجئ الجميع بصوت ينطق «معجزة، معجزة، معجزة، معجزة» جاء من راديو الجيش، في منتصف ليلة الجمعة الماضية، بعد العثور على 4 أطفال أحياء، بعد فقدانهم في الأدغال لما يقرب من 40 يوماً.
العثور على 4 أطفال على قيد الحياة
وبحسب هيئة الإذاعة البريطانية، وجد 4 أطفال كانوا مفقودين في الغابة بعد غياب 40 يوماً، إلى أن ظن الجميع أنهم ماتوا، والأطفال من سكان «هويتوتو» الأصليين، تحطمت بهم طائرة فوق منطقة الأمازون في الأول من مايو الماضي، وقتلت والدتهم، وقضى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 13 عاماً و11 شهراً، أكثر من شهر في منطقة بها أفاعي وبعوض.
الأم تطلب من أطفالها إنقاذ أنفسهم
استمرت الأم 4 أيام على قيد الحياة بعد تحطم الطائرة، وقبل وفاتها طلبت من أولادها الذهاب للبحث عن مساعدة وإنقاذ أنفسهم، بينما قال والد الأطفال، مانويل رانوك، في حديثه للصحفيين إن ابنته الكبرى أخبرته بأن والدتهم حثتهم على تركها وإنقاذ أنفسهم، متابعاً: «قالت لهم قبل أن تموت شيئاً من قبيل: عليكم أن تتركوا المكان، سترون رجلاً يشبه والدكم، ترون منه الحب العظيم الذي رأيتموه مني».
مهارات ساعدتهم على استمرار العيش
وظل الأطفال لمدة أسابيع يواجهون ظروفاً صعبة من أجل استمرار الحياة وسط الغابة، وصفها رئيس كولومبيا، غوستافو بيترو، بأنها «مثال للقدرة على البقاء، سيخلدها التاريخ»، وبفضل مهارة الأطفال في الصيد، ورصد الحيوانات، تمكنوا من البقاء على قيد الحياة.
معرفة الفواكه السامة
بدورها قالت «ليزلي»، البالغة من العمر 13عاما: «كنا نعرف الفواكه التي لا نستطيع تناولها، لأن في الغابة كثيرا من الفواكه السامة، وكنت أعرف كيف أعتني بطفل رضيع»، وعقب تحطم الطائرة قامت الابنة الكبرى ببناء ملاجئ مؤقتة من فروع الأشجار، ثبتتها معاً بأربطة شعرها.
عملية إنقاذ درامية
وشن كثيرون هجوماً على السلطات الكولومبية، بعد تأخير العثور على الأطفال، حيث تم توزيع 10 آلاف منشور مكتوبة باللغة الإسبانية على الغابات، تشير إلى طرق البقاء على قيد الحياة مع الاستعانة بلغة «هويتوتو» الأصلية، وساعدت جدة الأطفال في عمليات البحث عنهم، على متن طائرات الهليكوبتر، واستخدمت مكبرات الصوت، لبث رسائل لطمأنة الأطفال.
تمشيط مستمر
وذكر قائد البحث، الجنرال بيدرو سانشيز، أن فرق الإنقاذ مرت في عدة مناسبات على مسافة 20 إلى 50 متراً من المنطقة التي عثر فيها على الأطفال، وتم اكتشاف تواجد الأطفال أثناء تواجد 150 جندياً و200 متطوع من مجموعات السكان الأصليين.
أول كلمة نطقت بها الابنة الكبرى
وقال أحد أفراد الإنقاذ لوسائل الإعلام الكولومبية إن الكلمات الأولى التي قالتها الابنة الكبرى «ليزلي»، التي كانت تحمل طفلا بين ذراعيها، كانت: «أنا جائعة»، وكشف مقطع فيديو نقل أفراد من الجيش الأطفال بالطائرة إلى العاصمة بوغوتا، من أجل النقل إلى سيارات الإسعاف لتلقي مزيد من العلاج.
شكر الجيش
وشكرت أسرة الأطفال الجيش على مواصلة بحثه رغم ضعف فرص النجاة، كما أشاد الرئيس بترو بجهود الجيش والمتطوعين، مثنيا على التعاون بين السكان الأصليين والجيش.