مارينا عصام
امتنان وعرفان وحب وتقدير وأمان، مشاعر كثيرة يكنها الأبناء دائمًا لآبائهم، فهم بالنسبة لهم الدنيا وما فيها، خاصة أنّ الأب هو الضهر والسند في الحياة ويقف في وجه الصعاب من أجل أنّ يرى أبناءه يحققون أحلامهم، لتقرر طالبة بالصف الثاني الإعدادي في محافظة أسيوط، إعطاء والدها والآباء جميعا هدية خاصة بلغة الإشارة.
«أنا بنت أبويا»، أغنية شهيرة قدمتها الفنانة هنا يسري، ابنة الفنان الراحل إبراهيم يسري، إهداء لروحه، لتعيد مارينا عصام، الطالبة بمدرسة النهضة الإعدادية في أسيوط، تقديمها بلغة الإشارة بمناسبة عيد الأب، ونشرت صفحة المدرسة عبر «فيسبوك»، مقطع الفيديو الذي حقق نحو 350 ألف مشاهدة خلال يومين فقط، ولاقى إعجاب الجميع، إذ نجحت «مارينا» في إيصال مشاعر رائعة بلغة الإشارة التي تعد من أصعب اللغات، للتعبير عن أهمية الأب ودوره في حياة الأسرة.
تحكي ابنة الـ16 عامًا، خلال حديثها لـ«الوطن»، أنها شاهدت صديقتها بالمدرسة صدفة في الشارع، وعندما ذهبت إليها لتبادل أطراف الحديث، وجدتها تحدث والدتها بلغة الإشارة، وعلمت أنّ والدة صديقتها من الصم والبكم، وأنّ صديقتها تمكنت وهي في سن صغيرة من تعلمها، واستوقفها أيضًا سهولة اللغة والهدف الأسمى من ورائها، وهو مشاركة أشخاص لن يتمكنوا من الشعور والاستماع للعديد من المقطوعات الموسيقية والأغاني المختلفة إلا عبر هذه اللغة: «أنا احترفت الغناء والموسيقى مع فريق الكورال في المدرسة والكنيسة، وقررت اتعلم لغة الإشارة علشان أقدر أساعد أصحاب اللغة دي في أنهم يحسوا ويسمعوا بالأغاني والموسيقى زينا بالضبط».
أ
خلال العام الماضي، قررت رانيا لطفي، مسؤولة مادة الصحافة بالمدرسة، تعليم الطالبات لغة الإشارة الخاصة بإحدى الأغاني الوطنية، للتقدم بها في مسابقة على مستوى الجمهورية، ووجدت «مارينا» ضالتها، وسريعًا ما تعلمتها وأجادتها بشكل تام لتحصد المركز الأول على مستوى الجمهورية، «ليه إحنا بس اللي نسمع ونحس بكلمات الأغاني؟، حسيت إني لازم أغنيها للصم والبكم عشان يحسوا بيها معانا حتى لو مش سامعين».
داومت «مارينا» على تعلم لغة الإشارة من «يوتيوب»، من خلال مشاهدة ترجمة الأغاني من أكثر من شخص، والتأكد من صحة الحركات التي يجري تكرارها وتعلمها، وعن الرواج الواسع لفيديو أغنية «بنت أبويا»، روت أنها سعيدة جدًا بالتفاعل الكبير مع الأغنية وتتمنى أن تتعلمها فئات كثيرة: «تعلم لغة الإشارة ممتع وأشجع كل الناس تتعلمه».
تلتقط والدة الطالبة طرف الحديث، موضحة أنّ ابنتها أحبت تعلم لغة الإشارة لخدمة من يتحدثون بها وجعلهم يشعرون بالإيقاع الموسيقي والأغاني: «بنتي صوتها جميل جدًا في الغناء، ولما شافت إن والدة صاحبتها من الصم والبكم، قررت أنها تتعلم لغة الإشارة، وبقى عندها شغف كبير في إنها تقدم الأغاني بيها وتتعلم الحركات صح»، قدمت «مارينا» عدة أغاني بلغة الإشارة مثل «مصر اسلمي» لدنيا سمير غانم، «تحيا مصر» للفنان أحمد جمال، واستهدفت هذا العام أغنية «بنت أبويا» لإهدائها لكل الآباء بطريقة جديدة.
تعليقات الفيسبوك