باحثة أمريكية تحاول إنتاج محرك صامت للسفن.. «مهمة ظهرت في فيلم منذ 33 عاما»
السفينة ياماتو-1
أعلنت الباحثة من وكالة مشاريع الأبحاث الدفاعية الأمريكية المتقدمة «داربا»، سوزان سويثنبانك، أنها ستقوم بتنفيذ المهمة التي ظهرت في فيلم «صيد أكتوبر الأحمر» على الطبيعة، بعد مرور ما يقرب من 33 عاما على صدور الفيلم، بحسب ما ذكرته شبكة «بي بي سي» البريطانية.
وأُنتج فيلم «صيد أكتوبر الأحمر» عام 1990، بطولة الممثل الراحل شون كونيري، ويظهر فيه غواصة سوفيتية تحمل اسم «أكتوبر الأحمر»، وكانت تتمتع بنظام دفع شبه صامت، مما يجعل من الصعب للغاية اكتشافها.
وفي الوقت الحالي بعد مرور 33 عاما على صدور الفيلم، تعمل وكالة «داربا» على تطوير النظام إلى نظام دفع بحري مشابه لـ«محرك كاتربيلر» الذي ظهر في الفيلم.
كيف يعمل النظام؟
ويعمل النظام عن طريق إنتاج مجال مغناطيسي بزاوية قائمة على التيار الكهربائي، مما يؤدي إلى إنشاء قوة تسمى «قوة لورنتز»، تحرك مياه البحر وتدفع المركب إلى الأمام.
ويعود تطوير محركات «MHD» إلى الستينيات من القرن الماضي، ومنذ ذلك الحين يعمل المهندسون على تحسينها، وفي عام 1992، قامت مؤسسة السفن والمحيطات اليابانية ببناء السفينة «ياماتو-1» التي كان طولها 30 مترًا ومجهزة بنفس المحرك «MHD»، ولكن حركتها كانت بطيئة للغاية، حيث لم تتجاوز سرعتها 6.6 عقدة، واستهلكت الكثير من الطاقة.
ويشير الباحث في معهد أبحاث سياسة المحيطات الذي يشتمل على مؤسسة السفن والمحيطات اليابانية، هيروميتسو كيتاجاوا، إلى أن مشروع «ياماتو-1» قدم معلومات قيمّة حول نقاط الضعف والعيوب في السفينة، والمواد التي يجب استخدامها في مشروع بناء السفينة «ياماتو-2» في المستقبل.
مشروع «ياماتو-1» يحتاج إلى قوة مغناطيسية أكبر
وكما أشارت الدراسات، فإن مشروع «ياماتو-1» كشف عن الحاجة إلى قوة مغناطيسية أكبر وأقطاب كهربائية أكثر متانة، حيث تمثل هذه الأجزاء المحرك المغناطيسي الهيدروديناميكي التي تتلامس مع مياه البحر.
وأفادت شركة سويسنبانك، أنه يمكن حل المشكلة الأولى بسهولة الآن، مع ظهور جيل جديد من المغناطيسات التي تم اكتشافها بفضل التقدم في مجال الاندماج النووي، حيث يتم استخدام التفاعل النووي لتوليد الطاقة في النجوم، ولتحقيق هذا الهدف على الأرض، يتطلب الأمر عادة مغناطيسًا قويًا جدًا لاحتواء سحب البلازما الساخنة المحترقة.
ويتميز الجيل الجديد من المغناطيسات بقوته الهائلة، حيث يمكن أن تكون ضعف قوة الضغط في أعمق نقطة من قاع المحيط.
وعلى الرغم من تطوير المغناطيسات الأكثر قوة حاليًا، فإن المشكلة الثانية المتعلقة بحماية الأقطاب الكهربائية لا تزال تحتاج إلى المزيد من العمل، حيث إن المعدن يتآكل عند وضعه في مياه البحر، ويسرع التيار الكهربائي هذه العملية، وبعض أنواع المجال المغناطيسي لها نفس تأثير التآكل، حيث وصلت نسبة تآكل «ياماتو-1» إلى 3 % من كتلتها سنويا.
البدء في العمل الفعلي للمشروع
وسيتم البدء في العمل الفعلي على المشروع في الربيع المقبل، وذلك ضمن برنامج يستمر لمدة سنتين لتطوير المواد، وعلى وجه الخصوص مواد الأقطاب الكهربائية، ثم يلي ذلك فترة 18 شهرًا لتصميم وتصنيع واختبار آلية الدفع، والهدف من ذلك هو إنتاج نموذج أولي من محرك MHD يمكنه دفع سفينة صغيرة، ولكن يمكن تكبير حجمه ليصبح قادرًا على دفع سفينة حاويات أو سفينة عسكرية.