بعد أربع سنوات من قيام ثورة يناير، ما زال البعض ينشغل بشكل كبير فى معارك كون «25 يناير» ثورة أم مؤامرة، ففى اعتقادى أن هذا قد صار جدلاً عقيماً، لا يسمن ولا يغنى من جوع، فمصر ماضية ولن يستطيع أحد بعون الله وحوله أن يعرقل طموحاتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية من أن تتحقق، فقد صيغ دستور محترم يليق بشعب عظيم تحافظ مواده على إنسانيته وحريته وكرامته وترسم نصوصه الحدود ما بين سلطات الدولة، والعلاقة بين المؤسسات المختلفة، كما أصبح لنا رئيس وطنى محترم، منتخب بإرادة شعبية حرة، لن يبقى فى الحكم لأبد الآبدين، لتتبقى الانتخابات النيابية المرتقب إجراؤها فى غضون أسابيع قليلة، لتكتمل مؤسسات الدولة، لنحلق بمصر عالياً، حتى نستطيع مواجهة تحديات كثيرة، فمصر تخوض حرب بقاء للحفاظ على تماسك كيان الدولة المصرية فى فترة حالكة السواد فى عمر أمتنا العربية، فالوطن العربى الآن يتمزق لدويلات، تنفيذاً لمشروع «الشرق الأوسط الجديد» الأمريكى، لتصبح إسرائيل الدولة الصغيرة قوة كبرى ودولة عظمى فى محيطها بعد تقسيم الأرض وتدمير الجيوش العربية، التى لم يتبقّ منها سوى الجيش المصرى العظيم، الصامد رغم كل التحديات غير المسبوقة، التى تنهش فى عرض الأمة العربية.
ففى ظل هذا الوضع الخطير، لن أتناول ثورة 25 يناير من زاوية رجمها أو حتى مغازلتها، إنما تحليلها بهدوء، وبعيداً عن أى تعصب فكرى أرعن، لعلنا نترك للتاريخ شيئاً يعاونه على صياغة حقائقها فى ظل نهر الشائعات التى تسبح فى مجرتها، فالثورات دائماً ما تحتاج فى رصد أحداثها ونتائجها وأطرافها إلى جراح ماهر، يستطيع أن يتحسس شرايينها الدقيقة، والتداخلات فيما بينها، فسأكتفى فى هذه المقالة بعرض الأطراف العشرة الفاعلة -من وجهة نظرى- فى هذه الثورة وتشعباتها، والتى أثرت فيها وتأثرت بها، فى هذه الفترة الفارقة من تاريخ مصر، لأتناول بالتحليل كل طرف على حدة، مروراً بأحداث الثورة ونتائجها، فى سلسلة مقالات متتالية إن شاء وقدر المولى عز وجل، لعلنا نتلمس معاً الطريق لدرب الحقيقة.
1 - جماهير الشعب المصرى:
المؤيدون الإيجابيون للثورة (المتظاهرون)- المؤيدون السلبيون- المتشككون- المعارضون.
2 - القوى المدنية والسياسية:
الأحزاب السياسية- النقابات- الحركات الاحتجاجية- منظمات المجتمع المدنى- الشخصيات العامة وأصحاب الرأى.
3 - جماعة الإخوان:
التنظيم فى الداخل- التنظيم الدولى- المؤيدون والمحبون.
4 - الجماعات السلفية والجهادية:
الجماعات الحليفة للإخوان- الجماعات المنقلبة على الإخوان.
5 - القوى الإقليمية والدولية:
القوى الدولية المتربصة بمصر- القوى الإقليمية المعادية لمصر- الجماعات والحركات التابعة لدول إقليمية ودولية.
6 - الإعلام:
الإعلام الرسمى للدولة- الإعلام الخاص المصرى- الإعلام العالمى.
7 - رجال الأعمال والمستثمرون:
المقربون لنظام مبارك- المقربون لجماعة الإخوان- النفعيون (التابعون لكل نظام)- أصحاب دور وطنى.
8 - مبارك ونظامه:
رموز النظام- أصحاب المصالح- المؤيدون- المتعاطفون.
9 - الهيئات الدينية والروحية:
الأزهر الشريف- الكنيسة المصرية.
10 - مؤسسات الدولة المصرية:
القوات المسلحة- القضاء- المخابرات العامة- الشرطة- الأجهزة الرقابية.