«جولد بيليون»: مبادرة «زيرو جمارك» تسهم في استقرار سوق الذهب بمصر
مشغولات ذهبية - صورة أرشيفية
افتتح الذهب عيار 21 الأكثر شيوعاً تداولات اليوم عند المستوى 2600 جنيه للجرام ليتداول عند نفس المستوى وقت كتابة التقرير الفني لـ«جولد بيليون»، ويأتي هذا بعد أن أغلق الذهب يوم أمس عند المستوى 2610 جنيهات للجرام.
وقال التقرير، إن مجلس الوزراء، وافق، على مد العمل بمبادرة واردات الذهب بدون رسوم جمركية لمدة 6 أشهر جديدة «زيرو جمارك»، لينتهي العمل بها في 10 مايو 2024، بعد أن كان مقررا أن تنتهي المبادرة في 10 نوفمبر الجاري.
القرار صدر من مجلس الوزراء بعد مطالبات عديدة سواء من شعبة الذهب والجهات المعنية بسوق الذهب أو من الشركات، خاصة أن الستة أشهر الماضية شهدت دخول نحو 3 طن من الذهب إلى السوق المحلية.
المبادرة أسهمت بشكل كبير في تحقيق استقرار وتوازن بين العرض والطلب في السوق لفترات طويلة، وقللت من المضاربات على سعر الذهب وتسجيله لأسعار مرتفعة غير مبررة خلال النصف الأول من العام.
تمسك «الفيدرالي» بسياسة تشديد الفائدة يدفع الذهب لأدنى مستوى في 3 أسابيع
وقال تقرير «جولد بيليون»، إن أسعار الذهب تتجه إلى ختام تداولات الأسبوع على انخفاض للأسبوع الثاني على التوالي، وذلك بعد سلسلة من تصريحات أعضاء البنك الفيدرالي الأمريكي أظهرت تمسك البنك بسياسة التشديد النقدي واستعداده لرفع جديد في الفائدة ليعيد التضخم إلى مستوياته المستهدفة.
انخفضت أسعار الذهب الفوري خلال تداولات اليوم بنسبة 0.1% ليتداول وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون، عند 1953 دولارا للأونصة، وذلك بعد أن استطاع الذهب أن يغلق جلسة الأمس، على ارتفاع بنسبة 0.4% لينهي سلسلة هبوط استمرت 3 أيام متتالية على الرغم من ارتفاع سعر الذهب يوم أمس، إلا أنه قد سجل أدنى مستوى في 3 أسابيع عند 1944 دولار للأونصة.
ارتفاع أسعار الذهب أمس كان بسبب استغلال الأسبوع للهبوط الحالي في سعر الذهب وتتداول أسفل مستوى الدعم 1950 دولارا للأونصة، ما حفز بعض عمليات الشراء لتدفع سعر الذهب إلى الارتفاع ويغلق الجلسة على مكاسب.
ووفق تقرير «جولد بيليون» فقد عاد الذهب اليوم إلى الهبوط وذلك بعد حديث رئيس البنك الفيدرالي جيروم باول، أمس، الذي أظهر تمسك البنك بسياسة التشديد النقدي، وأن البنك لا يرى أن السياسة النقدية قد وصلت إلى مستوى يكفي لعودة التضخم إلى مستهدف البنك عند 2%.
أشار «باول» إلى أن التضخم قد انخفض بالفعل ولكنه لا يزال بعيدا عن مستهدف البنك، وبالتالي سيكون الفيدرالي على أتم الاستعداد للتدخل برفع جديد للفائدة لضمان تراجع التضخم، لكنه أشار إلى أن البنك سيتحرك بعناية في اتخاذ قرارات السياسة النقدية القادمة، الأمر الذي خلق توازنا في تصريحات رئيس الفيدرالي.
ساعد خطاب «باول» إضافة إلى تصريحات العديد من أعضاء البنك الفيدرالي منذ بداية الأسبوع على دفع الدولار الأمريكي إلى الارتفاع بنسبة 0.8% هذا الأسبوع، وهو الأمر الذي ساعد على دفع الذهب إلى التراجع.
يذكر أن الذهب قد فقد الدعم من الطلب على الملاذ الآمن في عدم توسع رقعة الحرب في الشرق الأوسط الأمر الذي دفع الأسواق إلى التركيز على السياسة النقدية الأمريكية وتوقعات أسعار الفائدة.
من جهة أخرى، ارتفع العائد على السندات الأمريكية لأجل 10 سنوات من أدنى مستوى منذ أكثر من شهر، وذلك بعد إحياء البنك الفيدرالي لتوقعات رفع الفائدة، إضافة إلى مزاد سندات الخزانة المخيب للآمال في الولايات المتحدة الذي تسبب في زيادة بيع السندات وبالتالي ارتفاع العائد عليها.
ارتفاع العائد على السندات الحكومية الأمريكية من شأنه أن يحد من فرص الذهب على التعافي بسبب تكلفة الفرصة البديلة من كون الذهب لا يقدم عائدا لحائزيه.
قامت الأسواق أيضاً بتعديل الرهانات على أول خفض محتمل لسعر الفائدة من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي إلى يونيو من العام المقبل مقارنة برهاناتهم السابقة على شهر مايو. وهو ما لا يعد أخبارا إيجابية بالنسبة للذهب الذي يرتبط بعلاقة عكسية مع رفع أسعار الفائدة الأمريكية كونها تسحب الاستثمارات من سوق الذهب لصالح السندات.
الذهب لا يزال أمامه فرصة جديدة للتعافي مع اقتراب إغلاق حكومي جديد في الولايات المتحدة الأمريكية في 17 نوفمبر، حيث لم يتوصل الكونجرس الأمريكي حتى الآن إلى اتفاق بتمويل الحكومة ومن شأن هذا أن يعيد التوترات وعدم اليقين إلى الأسواق المالية وبالتالي يعود الطلب على الذهب كملاذ آمن في أوقات عدم اليقين.
توقعات أداء الذهب خلال الفترة المقبلة
تتداول أسعار الذهب حالياً فوق منطقة مهمة بين 1950 – 1940 دولارا للأونصة، التي في حال كسرها لأسفل سيفتح الباب لمزيد من الهبوط في أسعار الذهب ليواجه عددا من مستويات الدعم عند مناطق 1930 و1910 وصولا للمستوى 1900 دولار للأونصة.
وضع السياسة النقدية للبنك الفيدرالي حالياً يدفع الدولار إلى المزيد من الارتفاع ليؤثر بالسلب على الذهب في ظل العلاقة العكسية بينهما، إضافة إلى تعافي في عوائد السندات الحكومية يقلل من فرص تعافي الذهب على المدى القصير.
من جهة أخرى، أظهرت رابطة سوق سبائك الذهب في لندن (LBMA) وهي رابطة تجارية دولية تمثل السوق العالمية لسبائك الذهب والفضة التي لديها قاعدة عملاء عالمية، أنه مع نهاية شهر أكتوبر الماضي انخفضت كمية الذهب المحتفظ بها في خزائن لندن إلى 8587 طنا منخفضة بنسبة 2% عن الشهر السابق، لتصل قيمته إلى 551.3 مليار دولار.
ويرى تحليل «جولد بيليون» أن هذه البيانات تدل على قدرة لندن لدعم سوق التداول اللحظي للذهب ومع هذا التراجع في مخزونات الذهب فإن هذا يعني استمرار الأسواق في التخلي عن الذهب المتعلق بالاستثمار.
الأسباب الرئيسية وراء ذلك هي اقتناع الأسواق أن الطلب على الذهب كملاذ آمن بسبب الحرب في الشرق الأوسط هو أمر مؤقت، وأن تمسك البنك الفيدرالي الأمريكي والبنوك المركزية العالمية بأسعار فائدة مرتفعة لفترة أطول من الوقت من شأنه أن يحافظ على عوائد السندات مرتفعة وبالتالي يكون هو الاستثمار الأفضل مقارنة مع الذهب الذي لا يقد عائد لحائزيه.
ومن هذا المنطلق يبقى الذهب في حاجة إلى دعم من الاستثمار حتى يستطيع الثبات فوق المستوى 2000 دولار للأونصة واستمرار الارتفاع لتسجيل مستويات قياسية جديدة.