أرغفة عيش متناثرة يتوسطها إناء به بقايا طعام، ظلت كما هي دون أن تمسسها يد، لتظل الأثر الوحيد الباقي، فقد استشهدت الأسرة الفلسطينية قبل أن تأكل، رحلت في صمت تام، إلا أن الصور كانت كفيلة لوصف المشهد المأساوي، الذي وثَّقه المصور الفلسطيني عمرو طبش، عبر حسابه الرسمي على إنستجرام، ليكن خير شاهد على ما يعيشه أهالي غزة، تحت ويلات القصف المتكررة، التي لا تزال مستمرة حتى بعد مرور 42 يومًا على الحرب بين غزة وإسرائيل.
«ماتوا قبل ما ياكلوا» اللحظات الأخيرة في حياة أسرة قبل موتها بدقائق
مشهد يدمي القلوب لاستشهاد أسرة فلسطينية، بعد دقائق من إعدادها الطعام، لترحل ببطون فارغة، نتيجة استهداف منزلهم بقذائف الطيران الإسرائيلي، وهو ما تسبب في صعود أرواحهم إلى خالقهم، فكان الصباح هادئًا حتى أفصح الاحتلال الإسرائيلي عن أنيابه، ليطلق وابلا من الصواريخ ليستهدف المنازل الفلسطينية في كل قطاع غزة.
وثَّق الصحفي الفلسطيني «طبش» هذا المشهد الذي عكس مجموعة من أطباق الطعام، ظلت باقية كما هي وسط الركام والأنقاض، وكأنها لوحة فنية تجسد معالم المعاناة في غزة، واكتفى الصحفي الفلسطيني ببعض الكلمات بعد نشره هذه الصور، معبرًا عن مدى حزنه وآلامه، نتيجة ما يحدث داخل دولته «هذا ما تفعله صواريخ الاحتلال يوميًا داخل منازل المدنيين».
يذكر أنه قبل قليل سقط عشرات الشهداء والجرحى، نتيجة قصف الاحتلال الإسرائيلي مدرسة الفاخورة، التي تؤوي آلاف النازحين في مخيم جباليا بقطاع غزة، وبعد قصفها بساعات، بات المصابون يفرون إلى المستشفيات لتلقي العلاج، ليداهمهم جيش الاحتلال الإسرائيلي بقرار الإخلاء المفاجئ لمستشفى الشفاء، في واحد من أبشع أشكال الإبادة الجماعية المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني.
تعليقات الفيسبوك