أنقذه من البرد فقتله.. طبيب يكشف مفاجأة حول قاتل السائق التركي
جريمة قتل
خرج في الطقس البارد بحثا عن لقمة العيش، وخلال قيادة سيارته الأجرة، وجد السائق التركي أوغوز إرج شابا يقف في إحدى شوارع إزمير التركية، يرتعش من البرودة الشديدة، ليقرر مساعدته وإيصاله إلى منزله، لتكلفه إنسانيته حياته، مما أحدث صدمة بين الأتراك، وبات يتردد سؤالا واحدًا، هل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟
وثقت كاميرا المراقبة الموجودة في السيارة الأجرة ما حدث بين راكب والسائق الذي أنقذه من البرد القارس، حينما اشتدت البرودة في ظلام الليل، إذ أعطى الشاب السائق عنوانًا خاطئًا على أساس منزله، وتبادلًا الحديث طوال الطريق، وكانت الأمور تسير على ما يرام حتى حدث ما لم يكن في الحسبان، بحسب فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي.
ماذا حدث بين السائق والراكب داخل السيارة؟
اكتشف السائق أنَّ العنوان الذي أعطاه له الشاب خاطئًا، وقبل أن يستفسر منه على ذلك، خرج صاحب الـ19 عامًا بمسدس، ليسدد إلى ظهر الرجل الذي أنقذه، 3 رصاصات متتالية، حتى خر صريعًا في مكانه، ينزف دمًا بشكل كبير، وفر الشاب هاربًا، بعد أن لطم السائق على وجهه، قائلًا له: «تعلم ألا تثق بأحد في المرات القادمة».
وفاة السائق في جريمة غدر
لاحظ المارة في الشوارع التركية السائق، الذي بات مغشيًا عليه، وعند الاقتراب منه، وجدوه ينزف دمًا، ونقلوه إلى المستشفى بسيارة الإسعاف، ولم يستطع الأطباء إنقاذه، فقد وصل جثة هامدة، وصعدت روحه البريئة إلى السماء لتعطي درسًا قاسيًا في الإنسانية.
التسجيلات تكشف الحقيقة
التسجيلات أظهرت كيف أطلق القاتل الرصاصات من الخلف قبل أن ينتقل إلى جانب الضحية ليتأكّد من مقتله، وليسرق هاتفه النقال وما وضعه في ملابسه وداخل جيوب السيارة من نقود.
وأظهرت أيضًا إقدام الشاب على صفع وجه السائق «إرجه» وهو أب لطفلين، وترديده عبارة: «لا يجب أن تثق ببعض الناس!».
وأوضح سائقون من رفاق السائق الضحية أنَّ 3 سيارات أجرة لم تتوقف للقاتل لأنّه كان يرتدي قناعًا طبيًا على وجهه، وأن «إرجه» أقدم على ذلك «خشية عليه من البرد».
وذكرت وسائل إعلام تركية، بينها موقع «خبر تورك» أنَّ السلطات في إزمير تمكّنت من إلقاء القبض على الجاني في عملية استمرت 6 ساعات، وبعد فحص كاميرات المراقبة في الشوارع وتلك المثبتة داخل سيارة الأجرة.
وفي إفادته للشرطة، قال الجاني بحسب ما نقلت وكالة «DHA» يوم الجمعة: «أثناء تواجدي في السيارة خطرت في ذهني فجأة فكرة السرقة وقمت بتنفيذ الفعل»، وكرر نفس التصريح في المحكمة، قائلًا إنه نادم.
وقال أصلان كوكالار أحد جيران الضحية: «صديقي وجاري إرجه كان هادئا ولم يؤذِ أحدا بحياته»، مضيفًا أنَّ القاتل وبعد تنفيذ جريمته اتصل بابنة السائق وقال لها: «والدك سيموت بسبب نزيف الدم.. اتصلي بالإسعاف».
الطب النفسي يضع يحلل الجريمة البشعة
الدكتور وليد هندي استشاري الصحة النفسية، علق على الواقعة السابقة قائلًا، إنَ الشاب قد يكون مصابًا بالانفصام، أي يسيطر على عقله أفكار غريبة، تجعله يصدر ردود أفعال غريبة وغير منطقية، وقد تنتابه بعض الضلالات، مضيفا: «دا مرض عقلي، كل لما حد يقرب منه ويحتويه، يحس إنه بيضحك عليه وعايز يموته».
وتابع استشاري الصحة النفسية خلال حديثه لـ«الوطن»، أنَّ الاحتمال الثاني أن الشاب قد يكون لديه بعض الوساوس القهرية، سواء سمعية أو بصرية ليصدر بعض التصرفات الغريبة التي تصل إلى قتل الآخرين: «الوسواس يجعل الشخص يتصرف تصرفات غريبة، كأن يقتل أو يضرب».