الدولة بمسئوليها والموالين لها من الجمهور أو المواطنين يُحملون الإعلام سلة الأخطاء كاملة، متناسين التالى:
- إن الإعلام كان وطنياً حراً حين أطاح مع الشعب بحكم الإخوان.
- إن الإعلام جزء من الدولة أصابه ما أصابها من خلل فى الكفاءات وازدواج فى المعايير غير انهيار اقتصاده نتيجة ركود سوق الإعلانات وبالتالى انخفاض العائد المرجو منه.
- إن الدولة، مسئوليها، تلجأ إلى الإعلام حتى يوم كتابة المقال لتبييض وجهها كلما احتاجت.
الدعاية ليست بدعة
على سبيل المثال، استخدم نابليون الدعاية بين جيوشه فى البلاد التى فتحها، فقام بإصدار صحف فى كل من إيطاليا ومصر لتقوية الروح المعنوية للجنود الفرنسيين والترويج لأهدافه السياسية، للدرجة التى معها كان نابليون نفسه صحفياً يشرف على الصحيفة الرسمية فى فرنسا، والتى كانت تحمل عنوان Moniteur.
وقديماً وضع أفلاطون تعليمات تفصيلية فى مدينته عما يجب، وما لا يجب قوله للمواطنين، وذلك بهدف الحفاظ على ولائهم للنظام وحكامه، وبذلك يعتبر أفلاطون أول مدافع عن الرقابة بصفة رسمية لخدمة مصالح وأمن الدولة، وهو ما يعرف فى وقتنا الحالى بالرقابة وأمن الدولة.
نقطة الضعف
يلجأ الوزير الفلانى لجولة تفقدية للاطمئنان على الأسعار من أفواه بعض المواطنين، تكون الجولة مفاجئة، ورغم ذلك يحاط بميكرفونات المحطات التليفزيونية والصحفيين الذين يقومون بكل تأكيد بتغطية الجولة، لتكون خبراً رئيسياً فى نشرة التاسعة.
المحافظ المدنى الوسيم يقابل الهجوم على تخييبه آمال المواطنين بحوارات يدفع بها اتهامات، ويقدم وعوداً كأنه كُلف بالأمس.
تندفع السلطة إلى الإعلام الذى تريد هى ذاتها أن تحجّمه ليُجمل ضعفها فيزيدها وهناً، ويزيد برغم ضعفه قوة باحتياجها.
تهيئة الرأى العام
كيف تستميل الرأى العام تجاه قضية ما، وخاصة تجاه القضايا المعنية بالأمن الوطنى وتنجح فى الحصول على رد فعل للمتعرضين لرسالتك موافقاً تماماً لما تنشده.
- عليك أن تحقق الحد المقبول من النجاح، لتحصل على الحد المقبول من الثقة حتى تستطيع تمرير أفكارك واتجاهاتك المستجدة.
- عليك أن تضع ثقتك فيمن يدرك أن المصريين نضجوا وأن تعبر رسائلك الموجهة لجمهورك عن إدراكك.
- ابتعد عن الأساليب البالية والتى تعد من أكثر الطرق مراوغة واحتيالاً وقسوة وهى تلك التى تتقمص المصالح الحقيقية للذين توجه لهم، وتتماثل مع مخاوفهم وآمالهم وتربط كل ذلك مع الأهداف المطلوبة، فيعتبرها الشعب استغلالاً لسلامة نيته.
إن مشروعات التنمية ذاتها لا يمكن أن تنجح إلا بمشاركة الشعوب وهو أمر لا يتحقق إلا بمساعدة الإعلام الذى يلعب دوراً أصيلاً فى تهيئة الرأى العام والأجواء اللازمة لتحقيق تنمية شاملة فى المجتمع، فالإعلام هو من ينشر الوعى ويعرف بالقوانين والتشريعات والإجراءات التنظيمية ويربط رجال الأعمال بمؤسسات الدولة ويعرف الفرد بحقوقه وواجباته، وحتى يقوم بدوره يجب أن يوضع فى الحسبان كسلطة رابعة لبناء الدولة لا لبقاء السلطة أو تجميل وجوه المسئولين.
وعليه يجب أن يتوقف المسئول عن استخدام الإعلام أداة للترويج له ويجب ألا يخضع مُتَّخِذ القرار لتأثير الترويج ضد أو لصالح شخص ما، فيقع ضحية للنصب.
وعلى الإعلام أن يرتقى ويضع المهنة وأصولها إلى جانب سواء مع مصلحة الوطن، لا أمل يرجى من إعلام لا يثق فيه الشعب، لا بتوحيد صفوفه وقت الأزمات، ولا ليكون فاعلاً فى تنمية الوطن وبنائه.