من حقك أن تثور وتنتفض وتتظاهر من أجل حظر المشاهد الإباحية على الإنترنت وغلق الفضائيات البورنو على الدش برغم أن هذا لن يحدث على أرض الواقع لأن برامج كسر هذا الحظر ستنتصر فى النهاية، وزيارة واحدة إلى السعودية ستعرف فيها أن شبابها هم أمهر الشباب فى العالم فى استخدام هذه البرامج وفتح هذه المواقع وفك شفرتها، أما الفضائيات التركية البورنو التى يشاهدها رافض فى المساء ليلعنها فى الصباح؛ فالوسيلة الوحيدة لمنعها هى بندقية لا نهائية الطلقات توجه على كل دش وتصوب فى رأس كل مشاهد، ويا ليتها تكمل جميلها وتدمر القمر الصناعى الذى لم تصنعه أنت ولا ينتمى إليك وتتطفل عليه بموبايلك وسيارتك وشبكتك العنكبوتية وأجهزة أمنك، وفى النهاية تلعنه هو الآخر. من حقك كل هذا وأكثر، ولكن من حقنا أن ننبهك إلى مشاهد إباحية أخرى أكثر قباحة وإباحية تمر عليها كل يوم ولا تحرك لك ساكناً ولا تهز لديك شعرة، تآلفت معها حتى صارت لقطة أساسية و«كادر» لا غنى عنه فى المشهد الاجتماعى الذى أنت بطله ومحركه الفاعل، هذه مشاهد تستحق منعها والثورة عليها ربما أكثر من الأجساد العارية، فالجسد العارى الذى يمارس جنساً على الشاشة يدين صاحبه ومن يراقبه ويطل عليه فقط، إنما الجسد العارى فى الشارع حتى من خرقة يستتر بها نتيجة الفقر فهو لا يدين صاحبه الجائع الفقير بل يدين كل المجتمع الذى يراه ويعتبره مجرد فولكلور أو طرفة أو مدعى شحاذة أو ابن شارع وخفاش ليل وبلطجى رصيف وقاطع طريق، كلها أسماء نغسل بها ضمائرنا من خطايانا المزمنة.
* مشهد إباحى رقم (1): أطفال عراة تُبرز الهلاهيل الرثة الممزقة عوراتهم أكثر مما تستر، يتجمعون أمام صناديق القمامة بعد فرح أسطورى أو ريسبشن فاخر أو جلسة بيزنس مهمة، يتجمعون كالذباب لالتقاط الفتات والبحث فى النفايات عما يسد الرمق، لا تهم أسماء أو صفات هذا المزيج الزبالى، المهم أنه يُمضغ ويُبلع ويتحول إلى خرسانة تملأ هذا التجويف الذى يسمى معدة.
* مشهد إباحى رقم (2): رجل وزوجته وأطفاله العشرة ينامون فى حوش المقبرة، يمارس الأب والأم الجنس أمام الأطفال وبجانب الجثث، الاثنان «جثث» ولكن الأطفال جثث تتنفس، هذه الأجساد الطفولية المتراصة تعرف أنت جيداً يا من تنتفض ضد مواقع الإنترنت الإباحية أنها تمارس زنا المحارم فى حفلة شيطانية تنكرية دراكولية بالغة الفجاجة والقسوة ولكنها موجودة، ولكننا فى مصر نمارس فضيلة الطناش التى تجعلنا ننادى دوماً «خلى الطابق مستور».
* مشهد إباحى رقم (3): الزمان نهار خارجى، واللوكيشن قرية شهيرة على أطراف الجيزة تُجبر فيها الطفلة، بعد شهادة تسنين مزورة كتبها طبيب جاهل تحت إشراف أب مجرم ومأذون متواطئ، على الزواج من عجوز خليجى تساق معه من قريتها، حيث كانت تلعب الاستغماية، إلى حيث يعيش وتعيش قبلها بنات انضممن إلى قطيع سوق النخاسة لتلعب معه لعبة الاغتصاب الشرعى المقنن، وبالمرة تخدم رغبات أبنائه العابثين اللاهين بهذه الدمية الجديدة، وبعد مصمصة عظامها وذبول روحها تُلقى ككلاب الشوارع الضالة حيث لاحضن ولا مأوى.
* مشهد إباحى رقم (4): امرأة فى مسكن إيواء تنتظر دورها أمام دورة المياه المشتركة فى زحام يستعر فيه لهيب الجنس، ثم تلبس ثيابها الحشمة جداً وترتدى حجابها الشرعى جداً لتنحشر فى علبة سردين على هيئة أتوبيس أو ميكروباص يُنتهك فيه كل ملليمتر من جسدها بكافة الطرق الشرعية وغير الشرعية فى حفلة زار جنسية صامتة لا يكسرها سوى صوت كاسيت يصرخ بصوت داعية يتحدث عن الفضيلة والأخلاق التى لن تنتشر فى ربوع الأرض إلا بالقضاء على تلك المتبرجة ناقصة العقل والدين التى يصاحبها الشيطان أينما ذهبت والتى هى فى أسفل النار بإذن الله!!. تلك مجرد عينة من مشاهد إباحية تُبث على الهواء مباشرة صوتاً وصورة على أرض الواقع، وتتنفسها وتدخل خياشيمك فى كل ثانية، أعتقد أنها تستحق المنع، ولكن السؤال المهم الذى يفرض نفسه: هل يستطيع هؤلاء المنتفضون الثائرون منعها؟