عارضة أزياء «صلعاء»
عارضة أزياء «صلعاء»
«ميلانى» عارضة أزياء أمريكية
مرضها الشديد لم يمنعها من اقتحام عالم الأزياء والموضة، الذى يشترط على العاملات فيه درجة عالية من الجمال، ميلانى جيدوس، كانت على العكس تماماً، بعد التشوهات التى خلفها مرضها، صار شكلها الغريب هو جواز مرورها إلى أن تصبح عارضة أزياء. ولدت «ميلانى» 27 عاماً، فى ولاية كونيتيكت فى الولايات المتحدة الأمريكية، بمرض «خلل التنسج الأديمى الظاهر» وهو اضطراب وراثى، يؤثر على نمو الأسنان والمسام والغضاريف والأظافر وحتى العظام الصغيرة، ما جعل «ميلانى» فى النهاية تنمو صلعاء ودون أسنان مثل غيرها من البالغين.
«أردت أن أصبح نموذجاً مرسوماً على لوحة، أو مصوراً على شاشة السينما الكبيرة»، كلمات «ميلانى» لصحيفة «ديلى ميل» واصفة حلمها الذى راودها منذ صغرها، ما جعلها تقرر دراسة الفن فى معهد «برات» للفنون فى نيويورك، ثم التركيز على التقاط صور لنفسها، ليصبح التصوير الذاتى بعدها وسيلة تساعد بها نفسها على اكتشاف جمالها الفريد: «اعتبرتها وسيلة أساعد بها الآخرين على رؤيتى بشكل مختلف، حتى لو كانوا مجرد أشخاص فى الشارع، فقط أردت تغيير أفكارهم المسبقة عن شكلى».
لا تنكر «ميلانى» أن لصديقها الفضل فى دفعها إلى اقتحام مجال عرض الأزياء، وكان أول ظهور لها فى إعلانات خاصة بموقع «craigslist» الذى كان يبحث عن عارضة أزياء فريدة من نوعها، وبعد العمل فى العديد من الإعلانات، فوجئت «ميلانى» برسالة إلكترونية من المصور الإسبانى الشهير «يوجينيو رشونسو» يطلب منها الانضمام إلى فريقه.
ومع «يوجينيو» ظهرت إبداعاتها، حيث لم يكتف بالتقاط صور عادية لها بل سعى إلى استخدامها كموديل فى فيديو موسيقى فى برلين لأحد أشهر الفرق الغنائية «Rammstein».
تعانى «ميلانى» إلى جانب مرضها الوراثى من أمراض أخرى مثل الثعلبة، وشفة الأرنب، بالإضافة إلى عدم نمو الرموش ما سبب لها عمى جزئياً بسبب تدمير قرنية إحدى عينيها، لكن التعليقات السلبية بخصوص كل ما سبق لم تكن تقلقها، فقط كان يقلقها التعليق على خلو فمها من الأسنان.
«لم يزعجنى أبداً ما يقوله الناس، ولم أتأثر أبداً، فقط كنت أحزن إذا قيل شىء محبط، ولكن أكثر ما كان يضايقنى هو أن البعض كان يصر على أن أرتدى طاقم أسنان صناعية، ويخبروننى أنهم يرتاحون عندما يجدون فى فمى الأسنان» كلمات تصف بها «ميلانى» إحساسها، لكنها بعد 8 أشهر من ارتداء طاقم الأسنان الصناعية قررت خلعه لعدم شعورها بالراحة خلال ارتدائه: «الناس مرتاحون وأنا أرتدى طاقم الأسنان، ولكنى غير مرتاحة.. إذن راحتى أهم».