«حلاق الحمير».. الصيت ولا الغنى
«حلاق الحمير».. الصيت ولا الغنى
خيام عائلة «الشوام» فى إحدى قرى الصعيد
كان يقوم بعمله فى قص شعر حصان، بينما تؤلمه قدماه من طول الوقوف، يبذل جهداً كبيراً أثناء عمله يتنافى مع سنه الكبيرة، يجلس ليستريح قليلاً مسترجعاً ذكرياته فى تلك المهنة التى نالت الكثير من صحته. محمد سلامة، حلاق البهائم، يكره مهنته كثيراً ومع ذلك متمسك بها، يكرهها بسبب الجهد المبذول فيها مع عدم وجود عائد مادى كبير، ومتمسك بها لعدم وجود غيرها.
كره مهنته بسبب الجهد.. وقلة عائدها المادى
تعلم «سلامة» المهنة منذ صغره، وأضاع فيها عمراً طويلاً، يسأل نفسه كثيراً «كم من السنوات مرت وأنا أصفف شعر الحمير والأحصنة والجمال»، ثم يعاود العمل وكأنه شاب فى العشرين: «خلاص كرهت المهنة دى.. متعبة ومجهدة ومقرفة وأنا كبرت على القومة والقعدة، زهقت من كل حاجة من الزبون ومن البهايم نفسها»، يجلس «عم سلامة» فى وجه الشمس، وأمامه أكوام من شعر الخيل على الأرض، أكثر ما يندم عليه هو تعليم صنعته لأولاده: «تعبها أكبر من مكسبها، لا تأمين ولا مستقبل، بس لو قعدت فى البيت مش هعرف أصرف منين».