لقد أصبح رقم «٢٠٠ مليار دولار» هو الأشهر والأكثر تداولاً فى الآونة الأخيرة عند الحديث عن الطموحات الاقتصادية فى مصر، وقد تردد هذا الرقم فى ثلاثة مواضع على وجه التحديد
تتوارد الأخبار من وقت لآخر عن نية شركات عالمية وإقليمية لتوسيع نشاطها فى مصر خلال الفترة المقبلة. فى نفس الوقت يتحدث الاقتصاديون عن أزمة اقتصادية طاحنة لا يقتصر الحديث عنها على الاقتصاديين فقط
إن الاقتصاد الحديث يجب أن يحقق التوازن بين أربعة أهداف رئيسية: 1- نمو الناتج المحلى (وهو إجمالى ما تم إنتاجه من سلع وخدمات) سنوياً بنسبة مرتفعة تكون أعلى من التضخم وأعلى من زيادة السكان حتى يشعر الناس بزيادة حقيقية فى دخلهم.
مع ظهور التيار الإسلامى على الساحة السياسية، كثر الحديث عن الاقتصاد الإسلامى كبديل عن الاقتصاد الربوى من منطلق أن الإسلام نظام شامل ينظم جميع نواحى
بين ادعاءات المحللين بأن مصر أصبحت دولة «فاشلة» وتردى الوضع الاقتصادى، يتبادر للذهن: كيف وصل الحال إلى هذه المرحلة؟ هذا السؤال ينطبق على الاقتصاد وكذلك إدارة الدولة بشكل عام.
يمر الاقتصاد المصرى بأزمة منذ ثورة 25 يناير، وتزيد آثار هذه الأزمة بمرور الوقت فى ظل عدم تطبيق برنامج إصلاح اقتصادى متكامل. وللإنصاف، فإن هذه الأزمة ليست ناتجة عن تبعات الثورة فقط، بل إنها تراكمات ظل يعانى منها الاقتصاد المصرى لسنوات؛ من عدم اتزان بين: الصادرات والواردات، المصروفات والإيرادات، الاستثمار والاستهلاك... إلى غير ذلك من اختلالات أدت إلى مشكلات اقتصادية هيكلية ومزمنة.
يتميز كل عصر بسمة اقتصادية يتذكرها الناس بعد مروره. فمثلاً سمة الستينات كانت «الانفتاح» وسمة التسعينات كانت «الخصخصة»، وبعد مرور عامين على الثورة أعتقد أن السمة التى غلبت على الاقتصاد وستظل غالبة هى «ارتفاع الأسعار»، أو ما يعرف بظاهرة «التضخم».
كثر الحديث مؤخراً عن الصكوك، التى طرحها الإسلاميون كأداة مقترحة لتمويل المشروعات التنموية الكبيرة.
فى ظل الوضع الاقتصادى الصعب الذى تمر به مصر، تتطلع مصر إلى المؤسسات المالية العالمية والحلفاء الاستراتيجيين من دول المنطقة لمدّ يد العون لها للخروج من أزمتها الاقتصادية. وبالرغم من تقاعس الكثيرين عن المساعدة، نجد «قطر» تمنح مصر نصف مليار دولار إلى جانب قرض بقيمة 2 مليار دولار كدفعة مساعدات أخرى فى وقت حرج تتردد فيه أنباء عن إفلاس الدولة وتوقع بانهيار «الجنيه»
مما لا شك فيه أن الحديث عن سعر صرف الدولار أمام الجنيه هو حديث الساعة، حيث تتناثر الشائعات عن توقعات بانهيار الجنيه أمام الدولار.