«قبل ساعة واحدة من موته، كان عبدالرحمن معايا فى المستشفى الأميرى بعدما حصل عندى اختناق، وقال لى: قومى يا أم الثوار علشان تراعينا، وتجيبى لنا الأكل زى الأول، بعدها مات..
الظلام يغطى محيط مديرية أمن بورسعيد المتسع، صوت إطلاق قنابل الغاز والخرطوش لا يتوقف، المتظاهرون فى مواجهة قوات الشرطة لا تراجع ولا استسلام، قوات الجيش تتابع الاشتباكات بجوار مبنى المحافظة دون أن تتدخل من قريب أو بعيد، صوت صافرات سيارات الإسعاف يدوى فى المكان، المستشفى الميدانى تحول إلى خلية نحل، كل فرد يحفظ مهمته.
يتأرجح مؤشر العنف فى الشارع المصرى بين الصعود والهبوط، فرغم مرور أسابيع قليلة على أحداث دامية فى محيط قصر الاتحادية الرئاسى، بعد هجوم الإسلاميين على مقر اعتصام القوى المعارضة حول القصر، ومرور أسابيع أقل على استقطاب الشارع للاستفتاء على الدستور - تحرص القوى السياسية، معارضة أو مؤيدة، على تجميل صورتها، خصوصاً مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية، وهو ما يضمن أن تسير الأحداث فى ذكرى 25 يناير فى مسار هادئ، بعيداً عن العنف، وأن تلتزم تلك القوى بأقصى درجات ضبط النفس
قفز فى جلبابه الفقير.. ودس وجهه فى شال فلسطينى يقيه من البرد، لم يظفر بوداع لائق من أبويه المشغولين بسبعة غيره من الأبناء