إخلاء مستشفى «النساء والتوليد» فى «الدمرداش» من المرضى.. وإغلاق المبنى خوفاً من انهياره
مبنى مستشفى الدمرداش الجامعى يعانى من مشكلات فنية تهدد بانهياره
قررت إدارة مستشفى الدمرداش الجامعى للنساء والتوليد بجامعة عين شمس، إخلاء مبنى المستشفى من جميع المرضى، وذلك بعد توصية اللجنة الفنية من كلية هندسة جامعة عين شمس بضرورة إخلاء المبنى نظراً لوجود مشكلات فنية فى العواميد الخرسانية للمبنى، ما قد يؤدى إلى خطورة على حياة المرضى وكل العاملين بالمستشفى.
أكد الدكتور علاء الغنام، رئيس أقسام أمراض النساء والتوليد بكلية الطب بـ«عين شمس»، لـ«الوطن»، أن هناك لجنة فنية من كلية الهندسة بالجامعة أخذت بعض العينات من العواميد الخرسانية بمبنى المستشفى، لتحديد مدى خطورة المشكلة القائمة بصورة علمية متكاملة، وأن اللجنة سوف تصدر تقريرها النهائى فى غضون 3 أسابيع إلى شهر، وفى الوقت نفسه، أوصت اللجنة بضرورة إخلاء وغلق المبنى بالكامل، نظراً لما تمثله المشكلة من خطورة قد تؤدى إلى انهيار مبنى المستشفى.
«الغنام»: قرار الغلق «مؤقت» لحين صدور التقرير النهائى للجنة الفنية.. و«حسن»: عمر المستشفيات فى مصر يتعدى 50 عاماً
وأوضح «الغنام» أنه نظراً لما تحمله المشكلة من خطورة على حياة كل الأفراد الموجودين بالمبنى، تم اتخاذ القرار بالإغلاق «المؤقت» للمبنى، حتى يصل التقرير النهائى للعينات الخرسانية، مع توزيع أفراد المستشفى على المستشفيات الأخرى بجامعة عين شمس.
أكد «الغنام» أنه تم البدء فى تنفيذ عملية إخلاء المستشفى من المرضى منذ 4 أيام، موضحاً أنه تم خروج جميع الحالات الموجودة بالمستشفى، مع بقاء حالتين فى العناية المركزة وعدد من الأطفال فى الحضانات، وأنه سوف يتم تأمين خروجهم، نظراً لخطورة حالتهم.
فيما قال الدكتور أحمد فهيم، الأستاذ المساعد بكلية طب «عين شمس»، إنه تم نقل التدريس من داخل مبنى المستشفى إلى أحد مدرجات الكلية، نتيجة قرار إخلاء المبنى بالكامل، موضحاً أنها المرة الثانية التى تحدث فيها مشكلة فى مبنى المستشفى، فمنذ عامين حدثت مشكلة مشابهة فى أجزاء من المبنى وتم إصلاحها.
أوضح «فهيم» أن المستشفى يعد أكبر مستشفى فى تخصص النساء والولادة على مستوى الجمهورية، نظراً للحالات الحرجة التى يتخصص بها أطباء المستشفى «مفيش جراح يعرف يشتغل أفضل من الدمرداش فى هذا التخصص، لأن الكلية بتخرج أطباء على كفاءة».
يعلق الدكتور محمد حسن، منسق لجنة الدفاع عن الحق فى الصحة، أن الحالة الفنية لإنشاءات معظم المستشفيات العامة والجامعية فى مصر غير جيدة، بالإضافة إلى أن عمرها يصل إلى أكثر من 50 سنة، وذلك نتيجة تضاءل ميزانية الصحة، كما تم تقليص عدد الأسرة للمرضى، من «2.2» لكل ألف مواطن، إلى سرير واحد فقط لكل ألف مريض، وهذا يعد من أهم ملامح «تدهور» الهيكل الطبى فى مصر.
أوضح «حسن» أن جميع المستشفيات فى مصر يوجد بها نواقص بالغة الخطورة، وهذا أمر يؤكد ضرورة مضاعفة ميزانية الصحة فى مصر، كاشفاً عن وجود مشاكل فى مبانى مستشفى الصدر بسوهاج وأخرى فى الزقازيق، وأن اللجان الفنية أوصت بضرورة إزالتها، قائلاً: «التأجيل يعود لعدم وجود ميزانية»، موضحاً أن ضعف ميزانية الصحة يخالف الدستور، لذلك هناك ضرورة للنظر إلى وضع القطاع الصحى فى مصر، وإعادة الإحلال والتجديد لجميع المستشفيات مرة أخرى.