«المزار».. هنا «جسد البابا» ومعرض تاريخه وذكرياته
مجموعة من الصور للبابا شنودة منذ صغره وحتى رحيله
فى عظة يوم الأربعاء، كان الحضور يتواصل مع البابا شنودة الثالث بـ«الورقة» التى يرسلونها له، فيفتحها ويقرأها أمامهم، مجيباً عن أسئلتهم، معلقاً على شكاواهم المكتوبة بداخلها، وبعد نياحته عام 2012، ظلت «الورقة» الوسيلة التى يتواصل بها محبوه معه، فيتخطون المسافات ليكتبوا طلباتهم وشكاواهم فى «الورقة» ويضعونها أعلى جسده فى مزاره بدير الأنبا بيشوى.
صور «شنودة» طفلاً وطالباً وضابطاً وأسقفاً وبطريركاً.. ومع الزعماء ورموز الأزهر وبيت العائلة
أوصى البابا شنودة بدفنه فى دير الأنبا بيشوى، واختار بنفسه هذا المزار ليرقد فيه بعد رحيله، وفقاً لما قاله الراهب عازر، مسئول الزيارات بالدير لـ«الوطن»، فبعد أن كان المزار فى بادئ الأمر متحفاً، يحوى بعض الآثار القبطية والكنسية من عصور قديمة، تم نقلها إلى حجرة المائدة الأثرية فى الدير التابعة لوزارة الآثار، ليُجهز المكان ويكون مدفناً للبابا، تم دفنه فيه بعد نياحته.
بات المزار حلقة الوصل بين «شنودة» ومحبيه، الدخول فيه أشبه بفتح صندوق ذكريات حياة البابا، لحظات تاريخية سجلتها عدسات الكاميرات، عبر سنوات خدمته كبطريرك الكرازة المرقسية، منها صور أظهرت المراحل العمرية التى مر بها «طفل وطالب ومدرس وضابط»، وأخرى وثقت حياته الرهبانية كراهب وأسقف وبطريرك، أما حياته الوطنية، فقسمتها الصور بين رجل الجماهير، والشخصية الوطنية.
على شمال باب دخول المزار وبتسلسل زمنى، وضعت مؤلفات البابا وسلسلة كتبه التى تخطت الـ143 كتاباً، منها النسخ العربية والمترجمة إلى الإنجليزية، ليترك موسوعة من الأعمال الدينية التى رسخت تعاليم الكتاب المقدس خلال رحلته من الرهبنة إلى كرسى البطريركية.
مع أئمة الأزهر و«بيت العائلة»، اعتلت صور البابا أحد حوائط المزار، وعلى الجانب الآخر صور تسجل لحظاته مع رؤساء الدول، كالرئيس الفلسطينى ياسر عرفات، والزعيمين الراحلين أنور السادات وجمال عبدالناصر، والرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك، والمشير محمد حسين طنطاوى، وزير الدفاع الأسبق، التى عكست الجانب الوطنى من شخصية البابا.
جدران المزار التى تسحب نظرك فى شكل دائرى تنتهى بك إلى أوسطه «قلب المزار»، حيث يقبع البابا منذ 4 سنوات، يأتى له محبوه باستمرار، يتحدثون له ويكتبون طلباتهم فى أوراق صغيرة، يتركونها أعلى مدفنه، مؤمنين أن روحه تقرأها وتعزيهم، كما كان دائماً يفعل فى حياته بالكاتدرائية أو اجتماعاته فى عموم الكنائس.