من مهندس كمبيوتر إلى مجفف طماطم: «سِبت الشغل العاقل واشتغلت فى المجنون»
محصول طماطم تم تجفيفه
«مجنونة يا قوطة»، جملة شهيرة التصقت بالطماطم، لم يبد أنها مثلت للشاب الصعيدى محمد جلال، أى أهمية، على الرغم من عمله الأساسى فى مجال «الكمبيوتر والإلكترونيات»، حيث الكثير من العقل، قرر الانتقال أخيراً إلى أكثر البضائع جنوناً، وعدم اتزان، لتصبح وظيفته مرتبطة باسم «المجنونة» حصل «محمد» على بكالوريوس فى رقابة الجودة من الجامعة العمالية، تمنى كثيراً أن يعمل بمجال دراسته، لكن السوق أبى، انطلق فى تأسيس عمله فى مجال الكمبيوتر، حيث البيع والصيانة، قبل أن تلفت نظره فرصة عمل متاحة فى مجال «تجفيف الطماطم» قبل ثلاث سنوات، ليبدأ رحلته مع «الطماطم» يروى: «بدأت أسافر إسكندرية والمنصورة والقاهرة، ولفيت لحد ما عرفت أكتر عن تجفيف الطماطم».
بضاعة لا يهتم بها الكثير من المصريين، لكنها مهمة جداً فى مطابخ إيطاليا وتركيا، حيث يبحثون عنها باستمرار: «سوق تصدير مفتوح، الموضوع مش محتاج أكتر من محصول طماطم بسعر معقول ومنشر وشوية شمس».
فى قريته عمرو بن العاص، فى وادى الصعايدة بمركز إدفو يواصل الشاب عمله، حيث تحول من «مهندس كمبيوتر» إلى «مجفف طماطم»، لكن الأمر لا يخلو من عقبات: «شغل الطماطم موسمى، أسعارها تطلع وتنزل، مفيش ثبات ولا توقعات، محدش يقدر يعرف الشهر الجاى هتبقى عاملة إيه، غالباً أنسب وقت بيكون فى الموسم الشتوى، الطن بيبقى سعره 900 جنيه، لكن مقدرش أبدأ شغل غير لو اتفقت مع المصدر يدينى الفلوس واشتغل غير كده صعب».
قراءات عديدة، اكتشف منها «محمد» أن مصر الخامسة عالمياً فى إنتاج الطماطم، ومن الدول القلائل التى تزرع الطماطم طوال العام، لكنه يحزن كثيراً، لتصديرها «خام»: «نفسى الدولة تهتم بالطماطم، بزراعتها والصناعات اللى بتقوم عليها، منشر صغير بيشغل 80 نفر باليومية، ما بالنا هيشغل قد إيه لو الصناعة انتشرت، بدل ما بنصدرها خام بتراب الفلوس، نفسى نكون رواد، لكن لسة مفيش بوادر».