«نفيسة»: نفسى أرجع أحلب الجاموسة عشان ولادى
«نفيسة» تتمنى العودة إلى منزلها مرة أخرى
على كرسى متحرك تمسك بمعصميها دفتى المصحف الشريف، وترتل بعضاً من آيات القرآن الكريم، «نفيسة علام» سيدة أربعينية العمر، جاءت من بلدها بنى سويف منذ 10 سنوات، بعدما اكتشفت إصابتها بمرض الجذام، ولكن ظل قلبها معلقاً بأبنائها الستة.
تقول «نفيسة»: «عندى ولدين و4 بنات»، تشعر براحة أنها استطاعت أن تأتى بهذا العدد من الأبناء قبل أن يصيبها المرض اللعين، فتفقد كفيها وقدميها، ولكنها تقول بخوف: «نفسى أرجع أحلبلهم الجاموسة كل يوم وأشربهم اللبن بنفسى»، تتمنى السيدة التى تعيش بذكرى رعايتها لأبنائها أن تعود لمنزلها لتعيش معهم: «بس خلاص إيديا راحوا ومش باقى لى غير أعرف أمسك المصحف بالعافية عشان أقرا فيه قرآن ربنا».
تمسك المصحف بسعادة وتقول: «ربنا عطهولى فى الحجة الكبيرة»، فهى استلمته خلال رحلتها للحج التى ساعدها فى تكلفتها أبناؤها الستة: «ديه هدية العمر كله ومش عايزة منهم حاجة تانى»، تحفظ أسماء أبنائها الستة عن ظهر قلب ترددها بسرعة كبيرة: «لا أعرف أهل ولا عيلة غيرهم.. هم سندى فى الحياة وزيارتهم لى بالعمر كله».
بجلبابها الرث، وعينيها المعطوبتين، جلست السيدة وتشعر برضا على أولادها، ففى الزيارة الأخيرة لهم كانوا يعدون لها حفلاً فى منزلهم الصغير، وكل منهم يمسك بهدية: «اللى جابلى طرحة واللى جابلى جزمة بس طبعاً فردة واحدة، وكل واحد على قد رزقه»، ولكنها عادت مرة أخرى للمستشفى، ورفضت البقاء معهم، خوفاً من أى تطور فى المرض الرابض بداخلها.