الشهادة ليسانس «حقوق».. والمهنة «متر» فى «كافيه»
«على» يقدم المشروبات فى المقهى
لم ينعم بالراحة منذ طفولته، لأنه ينتمى لأسرة فقيرة، تعيش فى حضن الجبل الشرقى بقرية «الرياينة» شرق مدينة سوهاج، اضطر للعمل وهو فى عمر الزهور كى يتمكن من تدبير نفقات الدراسة، ورغم بساطة الحال وضيق ذات اليد والتشبث بإنهاء تعليمه، فإن حلمه بالتعيين فى «النيابة» راح سدى بعد أن اصطدم بقوانين «الواقع». على جمال حماد، 27 عاماً، أنهى دراسته الثانوية والتحق بكلية الحقوق ليتخرج فيها عام 2010 بتقدير جيد، وتقدم بأوراقه ليلتحق بالسلك القضائى، ظناً منه أنه سيتمكن من تحقيق حلمه، إلا الواقع انتهى به «متر» فى «كافيه».
«والدى عامل زراعى بسيط ووالدتى ربة منزل طيبة من الزمن الجميل، ولدى 6 أشقاء وشقيقتان»، هكذا وصف «جمال» حياة أسرته، مشيراً إلى أن حياته مرت سريعاً رغم أيام الشقاء التى عاشها.
وأضاف أنه تقدم بأوراقه لدخول النيابة العامة عقب تخرجه لكنه لم يتمكن من ذلك بسبب «الواسطة»، فاستقر به الحال نادلاً فى مقهى، مشيراً إلى أنه لا يخجل من عمله، لأن ذلك أفضل له من أن يصبح عالة على والده، ولفت إلى أن مهنته التى يمتهنها ساعدته على تدبير نفقات زواجه وتكوين أسرة، موضحاً أن حلمه بدأ يراوده من جديد، لكن ليس بدخول النيابة العامة إنما بوظيفة محترمة تتناسب مع مؤهله الذى تعب سنوات طويلة ليحصل عليه.