فى حديث جمعنى بالكاتب والمحامى ثروت الخرباوى، قال لى: «هل تعلمين سبب استقالة دكتور محمد محسوب من وزارة هشام قنديل»؟ قلت له سمعت أنها بسبب تراجع الإخوان عن وعدهم لرئيس حزب الوسط أبوالعلا ماضى برئاسة الوزارة وعصام سلطان بإحدى الوزارات. فقال لى نعم تلك هى الحقيقة من مصادر موثقة قريبة منهم. وهو ما كتبته على صفحتى على «الفيس بوك» بنصه، بعد التأكد من مصدر آخر وثيق بالحزب. ليس لأننى أريد التعريض بالسادة الأفاضل فى حزب الوسط، فيكفيهم ما يفعلونه بأنفسهم ليُعرض بهم. ولكننى وجدت سبباً يبرر لى موقف السادة الأفاضل فى الحزب المؤيدين مؤخرا لكل ما يمت لجماعة الإخوان المسلمين بصلة، بدءاً من تأييد الإعلان الدستورى الذى أصدره دكتور محمد مرسى، انتهاءً بالدستور المصرى الذى بذلوا الغالى والرخيص لإقناع الناس به. وما هى إلا دقائق حتى وجدت اتصالا هاتفيا من المهندس أبوالعلا ماضى. ولأهمية الحديث إليكم نصه:
أنا: يــــــــــــــــــــــــاه يا أستاذ أبوالعلا إنت لسه فاكرنى!
هو: طبعا يا أستاذة إزى حضرتك؟ فيه حد بيقولى إنك كاتبة شىء غريب على «الفيس بوك»!
أنا: إيه ده وهو إيه؟
هو: قال لى صديقى ثروت.. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. ..
أنا: بالفعل حصل.
هو: كذب والله كذب.
أنا: وما كتبه دكتور تقادم الخطيب على موقع الدستور كذب أيضاً يا أستاذ أبوالعلا؟
هو: نعم أيضاً كذب هو أنا حامشى ورا كل واحد كذاب.
أنا: لا، بس تقدر تطلّع بيان وتقول فيه إنه كذاب وتقول الحقيقة للناس.
هو: يا أستاذة هو الواحد ما يعملش حاجة فى البلد من أجل مصلحتها؟
أنا: يا أستاذ أبوالعلا اللى عملتوه فى البلد ما لوش علاقة بمصلحتها.
هو: وإنت بقى اللى حتعرفى مصلحة البلد يا أستاذة؟
أنا: أيوه أعرف لأنى ماليش مصلحة فى كرسى يا أستاذ أبوالعلا.
هو: وإنت عرفتى النوايا؟ (خللى بالكم مش النيات)
أنا: لا أنا ماليش فى النوايا أنا لىَّ فى النتايج يا أستاذ أبوالعلا.
دب...
ودب تلك كانت تعنى إغلاقه الخط فى وجهى.. فالأستاذ أبوالعلا ماضى رئيس حزب الوسط الفاضل أغلق فى وجهى الخط.. وهو حقه.. لأن غلق الخط حق مكفول لكل مواطن بالقانون ونحن نختلف عن الآخرين! ولكن المفترض أنه يعلم أن الخلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية، وأن أساليب الإقناع ليس من بينها غلق الهاتف فى وجه المتحدث. الحقيقة أننى لم أغضب من أسلوب المهندس الفاضل ولكننى قررت نشر ما حدث بينى وبينه على صفحتى فى «الفيس بوك» مرة أخرى. وهالتنى المفاجأة حينما اتصل بى الدكتور محمد الشوا المدرس المساعد بكلية الطب جامعة الأزهر، وأمين شباب حزب الوسط السابق والمستقيل من الحزب احتجاجاً على تلفيق الانتخابات الداخلية لحزب الوسط فى مارس 2012، ليؤكد لى صدق ما نشرت على «الفيس بوك» ويقول لى المفاجأة الأكبر ألا وهى أن أحد أسباب استقالته من الحزب كانت غموض التمويل الذى رفض المهندس أبوالعلا ماضى الإفصاح عنه لأعضاء حزبه.
وبعيدا عن البيان الذى أصدره حزب الوسط نافيا الخبر، وبعيداً عن كل المصادر التى أكدت الخبر إلى حد القول إن هناك مساعى لإرضاء أبوالعلا ماضى هذه الأيام من قبل الرئاسة والإخوان بعد ضياع الوزارة، بمنحه رئاسة مجلس الشعب المقبل وكأن البلد عزبة توزع فيها المناصب!! «وأهه أى شىء يمكن أن يكون لزوم الشىء». بعيداً عن كل هذا أتعجب من لهجة الاستعلاء التى تحدث بها الرجل معى فى لهجة استنكارية وكأن المعرفة حكر عليهم! نعم يا أستاذ أبوالعلا لم أمارس ألعاب السياسة مثلك ولم أهادن ولم أتفق على مصالح خاصة مقابل مصالح عامة. لدى سياق أعيش به فى السر والعلانية ولذا تعنينى النتائج لا النيات يا مواطن.