الحنين إلى الماضى بصور الطفولة و«الكرش»
صور سن الطفولة
حالة من الحنين إلى الماضى تعترى الكثيرين، من بينهم رواد مواقع التواصل الاجتماعى الذين يتبارون فى نشر الصور الخاصة بحقب وعقود مضت من أجل التذكير، لكن المسألة بدأت تأخذ أبعاداً أخرى أكثر عمقاً مع عدد من الفعاليات الإلكترونية التى تغوض فى ماضى الأشخاص أنفسهم، مطالبة إياهم بنشر صور وحكايات متعلقة بماضيهم. «صورتك وانت صغير»، أشهرها، صفحة جمعت صوراً لممثلين ونجوم كرة قدم ومطربين إلى جانب رواد مواقع التواصل العاديين، تلاها فعاليات أخرى مثل «صورتك وانت تخين»، «أكتر شخص كان غالى عندك وراح للى خلقه»، «نوستالجيا»، «احكيلنا عملت إيه أول ما عرفت نتيجة ثانوية عامة بتاعتك»، وصولاً إلى فعاليات «الفركشة» فى العلاقات العاطفية، و«الخيانة»، اختلفت المسميات، ليبقى الهدف واحداً، تفاصيل شخصية بحتة يخشى الشخص ذكرها فى الظروف العادية. ريهام فؤاد، طالبة فى كلية الطب بجامعة طنطا، دشنت واحدة من تلك الصفحات، حظيت بمشاركات عديدة «نفسك تبقى إيه وبقيت إيه» تروى: «الناس محتاجة تقول اللى جواها، وبيشاركوا لأن الكلام مسّهم، الفعالية الإلكترونية بتاعتى عن الخطوة اللى دفنت أحلام معظم المصريين، الأحلام اللى متحققتش، أهى فضفضة وأكيد بتساعد أصحابها».
وجهة نظر لم تختلف لدى محمد حامد صاحب فعالية «صورتك وانت صغير»، التى حصدت ما يزيد على تسعة ملايين مشاركة، يؤكد: «فكرة الفعالية كانت بسيطة، لم أتوقع أن مشاركات عديدة بها، لكن الأمر مس الكثيرين، خصوصاً المشاهير وهو ما جعلنى الرابع عالمياً».
«الشخصيات الهيستيرية هى التى تساهم فى نجاح تلك الفعاليات»، يتحدث الدكتور محمد أنور حجاب، أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس، مشيراً إلى أنه مقابل الملايين التى تشارك هناك ملايين أكثر لا تفعل: «لدينا شخصيات اكتئابية وشخصيات هيستيرية وأنواع أخرى عديدة، فى مصر تلك الفعاليات الإلكترونية التى تحدث ضجة عادة ما نرى النوع الهيستيرى، الذى يحجم فى ظروف عادية عن مشاركة صوره أو تفاصيل حياته، لكن حين يتعلق الأمر بجمهور عريض يتابع تجده يخرج أدق التفاصيل التى قد يخجل من مشاركتها مع أقاربه، الاستعراض هنا هو السمة الأساسية، يستغلها مؤسسو تلك المناسبات لإثبات هو قدرتهم على الحشد ومخاطبة الجماهير».