بروفايل| عباس فارس.. "الممثل الصوفي"
عباس فارس
اعتنق الصوفية في بداية مرحلة شبابه، وعُرف بتدينه، لم يخطر الفن على باله يومًا، حتى ركبه "شيطان التمثيل"، كما كان يقول، من المرحلة الثانوية بتنظيم مدرسته لرحلات إلى أوبرا والمسارح يشاهد الروايات العالمية المختلفة، فأحب المهنة التي تسببت في خيبة أمل أهله فيه وأسفه من نفسه أيضًا، ومع ذلك حُفرت هيئته بداخل مشاهديه، ونبرة صوته المميزة عن بُعد لامتلاكه طريقة مميزة في الإلقاء، وظل عباس فارس "الممثل الصوفي".
فلسفة "عباس فارس"، المولولد في 22 أبريل 1902، تخالف صفة اسمه الآتية من "العبوس" فكان مبتسمًا ومرحًا وضحوكًا في طبيعته، على غير ما اشتهر به في الأدوار التي برع بها.
فشارك وهو صبي في إحدى فرق الهواة في عرض بعنوان "شقاء الأبناء"، ثم كانت المحطة الثانية هي محطة الاحتراف، حيث انضم إلى فرقة جورج أبيض عام 1925 كممثل محترف، وأسند إليه دور في مسرحية "ماكبث"، ثم في مسرحية "عطيل"، ثم تنقل بين فرق مسرحية أخرى منها فرقة نجيب الريحاني، وكان يرى أن أكثر ما يزعجه في الفن هو حال الفرق، التي تختفي وتظهر غيرها.
شارك عباس مع الريحاني في أوبريت "العشرة الطيبة"، الذي لحنه فنان الشعب سيد درويش، ثم عمل بفرقة عكاشة، وفرقة مصر، ثم الفرقة القومية عام 1935، ومن المسرحيات، التي شارك فيها "الزوجة العذراء" و"أحمس الأول" و"أميرة الأندلس" و"جان دارك" و"السلطان عبدالحميد" و"30 يوم في السجن"، وبدأ العمل في السينما منذ أواخر عشرينات القرن العشرين من خلال فيلم "بنت الليل"، وواصل بعدها العمل السينمائي حتى منتصف السبعينيات من خلال عشرات الأفلام، منها "أجازة في جهنم، خضرة والسندباد القبلي، السيد البدوي، ليلى بنت الشاطئ، واإسلاماه".
"صاحب الحنجرة الأشهر في السينما المصرية" و"صاحب الصوت الأجش في السينما المصرية"، كما لُقب، ظلت معتقداته الصوفية حاضرة معه، حتى تزوّج من سيدة إنجليزية اعتنقت الإسلام بعد أن لقّنها أصوله، وحين ماتت زوجته، التي أنجبت له ابنه الوحيد جمال فارس، تزوّج شقيقتها التي اعتنقت الإسلام أيضًا.