مقعد ماماى.. المشنقة لا تزال موجودة
تجولك فى شارع المعز لا ينتهى، كل خطوة تمنحك اكتشافا جديدا وبعدا آخر لزمن بعيد جدا تتمنى لو أنك عشته. انظر ماذا ترى أنت فى حضرة «ماماى السيفى»؟ قصره سمى بـ«مقعد ماماى»، والمقعد هو فناء البيت أو القصر فى هذا الزمان، وكانت به المحكمة الشرعية قبل أن يتم ترميمه، وكان اسم المكان بيت القاضى، وتمت تسمية الشارع بنفس الاسم. عندما يقع نظرك على المكان تشعر بالرهبة والخوف، شموخ الأعمدة وارتفاعها على منصة تعلو الأرض بـ10 أمتار محاطة بالإضاءة الخافتة تذهب بك بعيدا كأنك فى انتظار محكمة.
«المقعد» يرجع تاريخه إلى القرن 19 ساحته مستطيلة ومسقوفة بقبو حجرى تحملها أعمدة على شكل بوابات شامخة ومرتفعة، تتجمع معا على شكل زهرة اللوتس رمز الحضارة المصرية القديمة.
«بيت القاضى» هو أكثر الأماكن الأثرية فى شارع المعز تعرضا للانتهاك، فوزارة الداخلية اغتصبت جزءا منه لديوان قسم الجمالية، قبل أن يتم نقل الديوان إلى منطقة الدراسة. وتسلمته بعد ذلك هيئة الآثار التى رممته وأعادت المبنى لأصله القديم.
الثورة تسببت فى انتهاك آخر لـ«مقعد ماماى» حيث اقتحمه بعض أعضاء التيار السلفى، وأقاموا فيه مسجدا يؤدون فيه الصلوات الخمس، وخرجوا منه بعد أن اقتحمته شرطة الآثار وأخرجتهم منه بالقوة.
قسم الجمالية الذى هو جزء من بيت القاضى به غرف تمثل بدروما، وتدور الأحاديث حول ظهور العفاريت فى القسم ليلا حيث كانت أحكام الإعدام الصادرة من القاضى يتم تنفيذها فى هذا المكان المغلق لفترات زمنية طويلة.
المشنقة لا تزال موجودة حتى الآن، الشاويش عبدالله أقدم شاويش فى قسم الجمالية يقول: «المشنقة لسه موجودة وساعات بنسمع أصوات غريبة وهمهمات طالعة من المكان»، ويضيف: « أنا بقالى 20 سنة أعمل فى القسم وعارف إن المكان آثار بس مع الأسف ماحدش بيحافظ عليه».