سياسيون وإسلاميون: «العريفى» هدفه «تجميل وجه السلفية الوهابية» ودعم الإخوان
قال باحثون وإسلاميون وصوفيون وشيعة، إن زيارة الشيخ محمد العريفى، الداعية السعودى، كانت لأهداف سياسية مجردة، ولتجميل صورة السلفية الوهابية، ولدعم جماعة الإخوان المسلمين قبيل الانتخابات البرلمانية.
ورأى الدكتور عمر غازى، مدير مركز الدين والسياسة السعودى، أن زيارة «العريفى» كانت زيارة سياسية بحتة، وإن كانت غير متصلة بالسلطة فى السعودية، فالدعاة السعوديون لديهم دوافع ذاتية للانطلاق فى مواجهة المشروع الشيعى الإيرانى وأكبر بواعث هؤلاء الدعاة لمصر هو التقارب السنى فى مواجهة المشروع الإيرانى الذى يهدد الخليج بشكل مباشر.
وقال «غازى» إن تلك الزيارات ليست فى خدمة السلفيين ولا الإخوان وإنما لتحسين صورة السعودية والعلاقة بين الشعبين من جهة، ولاستثمار تحفز الأزهر للوقوف فى وجه المشروع الشيعى والتشيع، التى لاقت قبولاً كبيراً فى السعودية.
وأضاف: «ربما كانت خطبة العريفى عفوية، وربما لم يكن أحد يتوقع تبعاتها على هذا النحو، لكن جرى استثمارها بشكل إيجابى، وإرسال رسائل من خلالها تكرس للاتجاه ضد الشيعة خلال عقد المؤتمر الأحوازى فى القاهرة، ومقابلة شيخ الأزهر، فى ظل الأجواء الملتهبة فى العراق وانهيار النظام السورى، ورسم خريطة التحالفات من جديد»، لافتاً إلى أن السعودية ليست الإمارات وإن كانت لديها مخاوف من الإخوان ككل الدول فى المنطقة.
وقال: «دائماً تكون سياساتها الخارجية متوازنة وعقلانية ومخاوفها الأكبر تأتى من تحالف الإخوان مع إيران ولا أعتقد أن إخوان مصر فى حاجة إلى المحور القطرى التركى، الذى أغلق الطريق لكن الورقة الإيرانية ورقة استراتيجية لمصر سيجرى استخدامها لإحداث التوازن ومن المنطقى جداً أن تتحسن العلاقات بين مصر وإيران».
وانتقد مصطفى زايد، رئيس ائتلاف الطرق الصوفية، زيارة عدد من دعاة السعودية إلى مصر فى ذلك الوقت، ورأى أنها مد للفكر الوهابى فى الداخل ودعماً للتيارات الإسلامية، خصوصاً السلفية والإخوان بعد أن ضعفت شعبيتهم».
وقال «زايد» إن زيارة العريفى، وقبله عائض القرنى، استعانة من التيار السلفى والإخوانى لتنمية شعبيتهم من جديد قبل الانتخابات البرلمانية المقبلة بعد أن تدنت شعبيتهم، مضيفاً: «نشكر له جهده فى توضيح فضل مصر، ولكننا نعرف فضل بلادنا جيداً، الأولى به أن يتحدث عن مصر فى دول الخليج، لأنهم من يحتاجون لمعرفة قيمة مصر لا نحن، خصوصاً أن المصرى فى الخليج يعامل بامتهان، ومقيد بنظام الكفيل الذى يمثل تعدياً على حريته».[Quote_1]
وقال عبدالحليم العزمى، المتحدث باسم الطريقة العزمية، إن الشيخ محمد العريفى يُمثل الفكر الوهابى السعودى المرفوض بمصر وخارجها، مشدداً على أن الزيارة تحمل أجندة سياسية وليست دينية، مضيفاً: «الحديث عن فضائل مصر ليس حديثاً جديداً، فعلماؤنا يتكلمون عن فضلها منذ قرون، ولم يضف جديداً دينياً، لكنه يحمل الجديد سياسياً بخدمة جماعة الإخوان المسلمين والسياسيين، قبل انتخابات مجلس النواب».
وأشار إلى أن تلك الزيارة دليل على شعور «الإخوان والسلفيين» أن المشايخ السلفية والوهابية فى مصر سقطوا خلال الفترة الماضية، وليس لهم شعبية، وهم يريدون فتح نافذة جديدة للمرور منها للشعب المصرى، عن طريق «دغدغة» العواطف المصرية بهذا الحديث.
وهاجم «العزمى» الشيخ العريفى، قائلاً: «شخصية غير مرحب بها فى مصر، فهو ليس عالماً، بل أقل تلميذ فى الأزهر أعلم منه، ومصر قبلة العلماء، فحين كان يتحدث الشيخ الشعراوى أو الدكتور عبدالحليم محمود أو الدكتور على جمعة، يجتمع عليهم علماء العالم كله للاستفادة من علوم الأزهر فلسنا فى حاجة إلى أشباه علماء».
من جانبه، قال الطاهر الهاشمى، عضو المجمع العالمى لأهل البيت، إن تلك الزيارة تتزامن مع التحدث عن فتح علاقات مع إيران من خلال على أكبر الصالحى، وزير الخارجية الإيرانى لمصر، لافتاً إلى وجود تحركات سعودية وراءها مخططات أمريكية لإيقاف العلاقات المصرية - الإيرانية.
وأوضح «الهاشمى» أن الزيارة لها هدف داخلى يشمل «تقوية الفكر الوهابى السلفى الموجود بمصر، لتخوفهم من سقوطه فى مصر»، مضيفاً: «لا توجد كذبة مستقرة، فهذا الفكر الوهابى وما شابهه، فى انهيار وسقوط، وبناء على ذلك جاءت تلك الزيارات لدعم ذلك الفكر، ورداً على فتح الباب أمام العلاقات المصرية - الإيرانية».
أخبار متعلقة:
بالفيديو| الشيخ «العريفى» يرد على الاتهامات فى حوار مع «الوطن»: لا أدعم أحداً.. وزيارتى لمصر جاءت حباً فى أهلها.. والحكم على «مرسى» سابق لأوانه
وكيل مؤسسى حزب التحرير لـ«الوطن»: «الداعية السعودى» لا يجرؤ على الدعوة للخلافة
«العريفى».. زيارة على «منبر الجدل السياسى»
مقال بـ"عكاظ" السعودية عن ترحيب المصريين بـ"العريفي": خذوه عندكم ولا تعيدوه.. يا بخت من نفع واستنفع