من غير لف ولا دوران وخبط لزق كده هاتكلم عن "الأفلام والمواقع الإباحية"، سواء كنت من الناس اللي تشكّل هذه الأشياء أي أهمية لك، أو كنت من الملايين حبايبنا اللي الموضوع ده جزء لا يتجزأ من حياتهم، الكلام ده يهمك.
لو سألت أي حد إنت بتتفرج على الحاجات دي ليه؟، هايقولك طبعًا عشان انبسط- أو اتبسط الي يريحك- طب لما هي بتبسط فعلًا وبتعلّي الموود كده أومال هي حرام ليه؟... غلاسة يعني؟!!، والسؤال الأهم هل اللي بيتفرج على الحاجات دي بانتظام وبيدمنها بيتبسط فعلًا؟.
مفيش واحد من دول يقدر يضحك عليك ولا على نفسه ويقولك إنّه بعد ما بيشوف الكلام ده بيبقى فرحان وراضي عن نفسه، وإنّه بعد فتره مش بيلاقي نفسه بينبسط وبيتأثر بيها زي الأول، وإنّه بيلاقي نفسه بيدوّر على حاجة أكتر وأغرب عشان يوصل لنفس الحالة اللي كان بيوصل لها زمان.. بذمتك مش صح؟.
والأسوأ من كده، إنّ الحاجات دي بتخلي الواحد من دول حياته الزوجية وأداؤه مع المدام في تراجع مستمر، بدل ما تعمل شغل زي ما كان فاكر، أو زي ما كان بيحصل في الأول.. تفتكروا ليه؟.
علماء النفس بتوع بره "يعني مش بتوعنا اللي بنقول عليهم متشددين ومقفلين أهو" درسوا الموضوع ده بعمق، وعلى أكتر من حالة، ولفترة طويلة، ولقوا إنّ الحاجات دي بتعمل لحضرتك بلاوي نفسية وإنت مش داري.. زي:
الحاجات دي بتخلي حضرتك تعمل حالة مقارنة دائمة من الناحية الشكلية والجسدية بين الناس اللي بتشوفهم دول، وبين المدام، وبالتالي هاتبقى حاسس دايمًا بحالة من عدم الرضا و"قلة البخت"، وده هايخليك شيئًا فشيئًا تنفر وتبعد و تشمئز، وبالتالي تبقى حضرتك لا طلت بلح الشام ولا عنب اليمن، وهاتبقى قصّرت في حق الست اللي هي حلالك بلالك، ونيّمتها بحسرتها كل ليلة.
الحاجات دي بتصوّر لك دايمًا إن في حد تاني- غير مراتك طبعًا- قادر على إسعادك أكتر، وإمتاعك أكتر، وفهمك بدون ما تقول ومن غير ماتطلب، وبدون أي مجهود، لأن ده اللي بتشوفه طول الوقت.
الأفلام دي بتحسسك طول الوقت إن في أساليب وطرق و"إبداعات" تانية في المواضيع دي، لا جرّبتها ولا عمرك هاتجرّبها، وبالتالي تبقى طول الوقت ساخط ورافض وقرفان من الحاجات "العادية" اللي بتحصل على أرض الواقع.
والأخطر من ده كله إنّ الحاجات دي بتقنعك إنّ العلاقة الحميمة ممكن ولازم تكون مثاليّة جدًا، وكاملة جدًا، وفائقة المتعة في كل مرة، وده أمر مستحيل فعليًا، حتى بين أكثر الأزواج حبًا وتفاهمًا في العالم.
فطبعًا وبعد كل ده هاتلاقي نفسك داخل سريرك اللي هو مكانك الخاص جدًا، ومعاك في دماغك "سيرك" من الأفكار والأوهام اللانهائية اللي بتحاصرك، وتقيّدك، وتملي عليك تعمل إيه وإزاي، واللي كمان هاتنتقدك وتحط من إمكانياتك أنت وشريكة حياتك في كل حركة وكل همسة،
فتقدر تقول لي منين هاتيجي السعادة والمتعة "الحقيقية" بعد كل ده؟.