رحلة البحث عن مأوى تنتهى بـ«نومة جنب بقرة» وأكلة مع «جاموسة»
«أحمد» وسط نجليه
بوابة حديدية مفتوحة على مصراعيها تحجب خلفها تفاصيل كثيرة لعالم متناقض، رائحة كريهة تنبعث من خلف الجدران، ذباب يتناثر فى كل مكان، وأصوات طفولية تختلط بأصوات البقر والجاموس.. فوضى عارمة تجتاح المكان وحالة من الهرج والمرج تبدو واضحة فى أصوات الخيل الموجود خلف البوابات الحديدية وكأنه يستعد لسباق عالمى. «زريبة مواشى».. المكان الذى كُتب على «أحمد عجوة» وأسرته أن يستكملوا فيه رحلتهم الشاقة التى بدأت فى منطقة 23 يوليو التابعة لمحافظة القليوبية، بعد أن فشلوا فى البحث عن مكان يؤويهم، 10 سنوات مضت وما زالوا يبحثون عن الاستقرار، طامحين إلى أن يناموا فى سلام وأمان، يروى أحمد: «كنت عايش مع أمى وأبويا وإخواتى وعيالهم 22 نفر فى أوضة، حصلت مشاكل وسِبت البيت بعدها عملت عشة صغيرة فى أرض بتاعة واحدة ولما باعتها المشترى الجديد طردنى وجيت الزريبة».
أحمد وأسرته يعيشون فى الزريبة
يعيش الرجل الأربعينى وأسرته فى غرفة ملاصقة لغرفة البقر، تحتوى على سرير عريض من الأسمنت وضعت عليه حصيرة بالية تحتويهم جميعاً، فى الصباح يلهو الأطفال فى حوش الزريبة عابثين بصغار البط والأوز فتتعالى ضحكاتهم البائسة بين الحين والآخر معلنة عن بسمة أمل جديدة قد تنير عالمهم المظلم، أما الزوجة فتخرج لإتمام عملها بأحد البيوت المجاورة كخادمة بينما ينشغل أحمد فى مباشرة أعمال الزريبة: «بنتى عندها 12 سنة شغالة فى مصنع ومراتى بتخدم فى البيوت ولما حد فيهم بييجى بأخرج أسترزق وأدور على أى حاجة آكل منها عيش».
يؤكد «أحمد» أن صاحب الزريبة يسىء معاملته وهدده بالطرد كثيراً: «عايش فى الزريبة بقالى سنتين وصاحبها قعدنى بشرط، أنضف مكان البهايم وأحرسهم بس لا أدفع له فلوس ولا آخد منه فلوس، وافقت بدل ما أنام فى الشارع أنا وعيالى تانى وقلت 4 حيطان نتدارى فيها وخلاص، بناكل مرة واحدة فى اليوم وفيه أيام مش بنلاقى فيها اللقمة، ده غير ريحة البهايم والدبان».