من 5 مليارات سنة، كان فيه سحابة غاز وغبار ضخمة، تهيم في الكون على غير هدى، أصلها أنقاض نجم قديم، مات وانفجر، ودي بقاياه، وكعادتنا في الفلك بنسمع حاجات مشابهة للي بنسمعه في الأساطير، من رماد ذلك النجم هيتولد نجم جيد.
ذرات السحابة زي أي ذرات في الكون، لما بتحس بالوحدة بتشد في بعض، عشان تستمتع بالدفء، اللي بيحصل فعلًا إن الغاز يتكثف ويتكثف، في عملية مرهقة تستمر لآلاف وملايين السنين، لو حد ركز وهو بيرش علبة "سبراي" بتفضى هيلاحظ إنها بتبرد، معنى كده إننا لو حاولنا نملأها بغاز، المفروض تسخن تاني، للسبب ده تكثف الغاز حول النقطة دي بيولد حرارة وطاقة، كل ما الضغط وتجمع ذرات سحابتنا يزداد كل ما الحرارة هتزيد، لحد ما نوصل لكتلة حرجة، عندها الضغط والحرارة هيبقوا كافيين لحدوث تفاعل نووي اندماجي.
نقدر نعتبر إن دي صرخة نجم وليد، لسه طفل أمامه حياة مليئة بالإثارة، دي بداية نجم تصنيفه "قزم أصفر"، هنعرفه لما يكبر شوية باسم الشمس.
بعض مادة السحابة دي، ملحقتش تبقى جزء من النجم، وفضلت تلف في مدارات حول النجم الرئيسي، وكما اتفقنا، الوحدة مش لطيفة في الفضاء البارد القاتم، قعدوا يشدوا في بعض، وتجمعوا في ما نعرفه باسم الكواكب، عندنا 8 كواكب في نظامنا الشمسي حسب بعدهم عن الشمس هم:
1- عطارد
2- الزهرة
3- الأرض
4- المريخ
5- المشتري
6- زحل
7- أورانوس
8- نبتون
من تلك المادة الأولية، سحابة الغبار والغاز القديمة، نشأ كل شيء، لما تشوف الشمس كل يوم لازم تحس بالفخر، المكون الأساسي بينك وبين الشمس واحد، أنت حفيد ذلك النجم.
لو حاولنا نبص للموضوع من وجهة نظر العلم، كون إنك بتحاول تفكر في الملكوت ده، وبتحاول تفهم كيفية عمل تلك الآلة العظيمة، ده أحد أكثر الأفكار جمالًا و إعجازًا، الكون بيحاول يفهم نفسه، ذرات بتحاول تفهم إزاي كل حاجة بتشتغل.
فيه بعض البقايا اللي بتتبقى من السحابة العملاقة دي، لا تلمس تمامًا، بتتحفظ في صورة كويكبات بعيدة ومذنبات، محفوظة بعيد عن حرارة الشمس في أماكن بعيدة جدًا، بتيجي في زيارات خاطفة مرة كل كام مليون سنة، لو اعتبرنا المجموعة الشمسية كيكة استوت في الفرن، المذنبات والكويكبات ديه تعتبر بواقي المقادير، حد لمها وحطها في ديب فريزر، واحتفظ لينا بشكلها الحقيقي، لأسباب زي دي فيه اهتمام ضخم بدراسة المذنبات، دراسة المذنبات دي شبيهة بما يدرسه علماء الآثار عن الحضارات البشرية القديمة، ونقدر نعتبرها آثار حقيقية لما كان موجود في يوم من الأيام، دراسة للمادة الخام لنا.
أغسطس 2014، وكالة الفضاء الأوروبية نجحت في الوصول لمذنب 67P/Chryumov-Gerasimenko، للمرة الأولى في تاريخ البشرية، نجحت مركبة روزيتا أو "رشيد" لو هنترجمها للعربي صح، نسبة لحجر رشيد اللي ساهم في الكشف عن أسرار الفراعنة، في الوصول ليه، وأطلقت روزيتا مركبة أصغر منها اسمها فيلة "نسبة لجزيرة فيلة الفرعونية"، اللي نجحت في الهبوط على سطح المذنب وبعتت قراءات وقياسات لما يوجد على سطح المذنب، فيما يمكن اعتباره إنجازًا عظيمًا.
العالم فضل متابع الحدث التاريخي اللي تم تشبيهه بأول هبوط على سطح القمر، ربما كانت "روزيتا" خطوة نحو الإجابة عن السؤال الفلسفي القديم، من أين وكيف جاء كل شيء حولنا؟