قد لا أستطيع أن أذكر أسماء بعض الـBrands، التي يفضلها الكثير من الناس هذه الأيام، ولكني سأشير إليها بالتعبير الذي تشير إليه مدونات الموضة العالمية والمتخصصين في هذا المجال بـFast Fashion، أو الموضة السريعة التي تبهر الآلاف حول العالم بتصميماتها الجذابة، وأسعارها المقبولة لترضي ذوق الجميع بسهولة.
وبكل سهولة أيضًا أستطيع أن أقول لك عزيزي القارئ، إن الموضة السريعة طفيلية تقتل الناس والأفكار، وتدمر البيئة وهو ما سأوضحه لك.
بكل سهولة يلعب مصممو شركات الموضة السريعة، -وهي شركات لها وزنها عالميًا بالمناسبة، ويحبها الآلاف من الشباب- تحديدًا دورًا تدميريًا لآلاف من الشباب، ولكنهم ليسوا من شباب المستهلكين بل من شباب المبدعين وصغار المصممين حول العالم، الذين يقدمون فكرًا وإبداعًا حقيقيًا دمرته تلك الشركات من خلال إغراق الأسواق بمنتجاتها الرخيصة، التي تشبه التصميمات العالمية بل، وقد يضطر بعضهم للعمل لدى تلك الشركات؛ لتنتهي أحلامه بصنع شيء مختلف، وإنشاء مشروعه الخاص ولدينا في مصر العشرات من تلك الأمثلة.
أما على مستوى الجودة فبسهولة يمكنك، أن تكتشف المواد الرخيصة، التي تستخدم في تصنيع تلك الملابس، والتي لن تعيش معك في الأغلب لفترات طويلة؛ لتكتشف كم هي رديئة، ولن تتحملها أنت فقط، أسير دعاية بملايين الجنيهات، وهي دعاية زائفة لإبداع مسروق من الـBrands، الأكبر حجمًا ومن بيوت الموضة الأرقى ولكن بتنفيذ رخيص ومدمر.
أما على المستوى الإنساني، قد يكون الأهم في تلك الشركات أنها تصنع منتجاتها الرخيصة في أكثر الدول فقرًا، وتستخدم العمالة الرخيصة والفقراء في العمل لحسابها في ظروف مهينة لخصها الإعلامي الساخر "جون أوليفر" في حلقة بعنوان "فاشون" ببرنامجه الشهير Last Week Tonight، في حلقة ستجعلك تدرك بؤس شراء تلك الملابس "المزيفة".