«فرحة».. عمرها 38 سنة.. وجدة لـ10 أحفاد
تجلس فى إحدى حجرات المنزل الكبير، يتراقص حولها أحفادها الذين وصل عددهم إلى 10 أحفاد، يلعبون مع ابنها الصغير الذى لم يتجاوز عمره 7 سنوات، الجميع يعتقد أنها سعيدة بأنها رأت ذريتها تضرب فى الأرض، لكنهم لم يدركوا ما تنطوى عليه نظرتها من حزن عميق، لم تبح به أبداً، منذ أن قرر أهلها اغتيال فرحتها بتزويجها وهى ما تزال فى ريعان طفولتها، عندما كان عمرها 11 عاماً.
فرحة سيد، 38 عاماً، لم تعرف أبداً طعم الفرحة، ففى السن التى كان أشقاؤها الذكور يحظون فيها بكافة أنواع الألعاب احتفاء بطفولتهم، كانت هى تستعد لتلبس الطرحة البيضاء، وتدخل بيت الزوجية، مع رجل يكبرها بـ10 أعوام، فى أقسى مظاهر انتهاك الطفولة. تتذكر فرحة تلك اللحظة وهى تكبت دموعاً رفضت أن تطرحها عنها، قائلة: «قالولى إنها دخلة.. ومحدش عرفنى يعنى إيه دخلة.. ويومها قعدت خايفة.. مخضوضة فى ركنة الأوضة بادعى ربنا يعديها على خير.. وأسأل فى سرى ليه أهلى عملوا فيا كده؟».
«الدخلة البلدى» هى «سلو البلد» فى الحوامدية، وكانت «فرحة» على وشك أن تقع فيها، لولا أن نجت منها بتدبير إلهى، فالبكاء الشديد جعل حماتها تقرر أنها لن تتحمل ذلك، ولكن هذا الحنان الذى أظهرته الحماة تغير بعد شهر من الزواج، بعدما بدأت تضربها لإجبارها على المعاشرة الزوجية، قائلة: «فى أول أسبوع من جوازى فهمتنى إن هو ده الجواز، ولما كنت بتهرب أو أشتكى إن الموضوع بيؤلمنى كانت بتضربنى، وتقولى انتى صغيرة بكره تكبرى وتفهمى».
«الميكروكروم» كان وسيلة فرحة للتهرب من المعاشرة الزوجية، التى وصفتها بـ«الألم الذى لا يطاق»، والذى كانت تلطخ به ملابسها، للادعاء بأنها جاءها الحيض، لكن زوجها اعتدى عليها بالضرب، بعد أن اكتشف خدعتها بعد 6 أشهر.
الإهانة التى كانت تتعرض لها فرحة من زوجها، والتى كان أقلها الضرب، اكتملت بسبب عمله كـ«أرزقى على باب الله»، ما دفعها إلى امتهان بيع الصابون والمنظفات فى الشارع، كى تساعد أسرتها الصغيرة، «كان بيشتغل يوم آه وعشرة لأ، وأنا لم أستطع أن أرى أولادى الصغار يموتون من الجوع بسببه».
8 أولاد هم ثمرة زواج فرحة، أصغرهم طفل ما زال فى السابعة من عمره، يلعب مع أحفادها، أكبرهم «هبة»، تنظر إليها «فرحة»، متذكرة كيف أنها عندما خرجت بها أول مرة وهى فى الـ13 من عمرها اعتقد الجميع أنها اختها وليست ابنتها، لتعود لبيتها وهى تبكى، وتظل تتساءل بينها وبين نفسها طوال حياتها: «ليه يا رب خلقتنى ست؟!».
أخبار متعلقة:
فلسفة المواطن فتحي بركات.. العريس فى سن 14 والعروس أصغر منه لكن «جسمها فاير»
أطباء: اغتصاب مقنن ويشكل خطورة على حياة الفتاة يصيبها بـ"انحطاط"الثقة فى النفس
«طفلة» تلد «طفلة».. ثم رحلة معاناة على فرش «جرائد» فى الهرم
نورا.. قمر 14 أطفأه الفقر والأهل ونصيحة «ربنا فوق وجوزك تحت»
«مها».. عروسة بنت 14 سنة: «خلفت 3 عيال فى 10 سنين.. ونفسى ألعب زيهم»
«أبويحيى»: زواج القاصرات «سنة سماوية».. وأنا شاذ فى الفتوى
فتيات قرى «الجيزة» من «دكة المدرسة» لـ«بيت العدَل»