المقارنة الصعبة: من الوزير إلى الإعلامى «مصر مش فرنسا»
صورة أرشيفية
خبر سريع تبادلته المواقع الإخبارية، لم تزد عدد كلماته أو حروفه عن عدد الضحايا أو ذويهم، الذين استقبلوا الخبر فى لوعة، وانتظروا مزيداً من الأخبار قد تطمئنهم أو تجيب لهم عن أسئلتهم الحائرة، سارع كل منهم فى اتجاه، والتقوا عند نفس النقطة، لا معلومة ولا مجيب. مقارنة ظالمة عقدها أهالى الضحايا ومتابعو الحادث بين التعاطى المصرى ونظيره الفرنسى مع الحادث نفسه، البيان رقم «5»، الصادر عن شركة «مصر للطيران» على صفحتها الرسمية على «فيس بوك»، كان مثالاً صارخاً للبيانات المغلوطة والصادرة عن مصدر مجهّل، والذى يشير إلى تلقى القوات المسلحة لنداء استغاثة من الطائرة المفقودة، وهو ما نفاه المتحدث الرسمى باسم القوات المسلحة جملة وتفصيلاً، بالإضافة إلى التباطؤ فى نشر آخر مستجدات الحادث، وهو ما أثار غضب وتحفظات المواطنين، والتى اتضحت فى تعليقاتهم عبر موقع الشركة، مثل ما كتبته «مى فتحى»: «الأخبار بتقول الناس ماتت، ريّحونا وأكدوا الخبر، يا إما كذّبوه حرام عليكم أعصابنا باظت».
نشطاء يهاجمون تغطية تليفزيون الدولة للحادث
قلق أهالى الضحايا وأصدقائهم، وملل انتظار البيانات الرسمية، والمؤتمر الصحفى لوزير الطيران المصرى، والذى عقد بعد أكثر من 8 ساعات على وقوع الحادث، جعلهم يبحثون عن وسائل أخرى موثقة للمعلومة، تابعوا مؤتمر وزير الخارجية الفرنسى، والذى عقد فى الحادية عشرة صباحاً بتوقيت القاهرة، أى قبل مؤتمر وزير الطيران المصرى بـ4 ساعات كاملة، فيما كانت صفحات مضيفات مصر للطيران، والعاملين بها، وسيلة للتواصل والسؤال عن مصير ذويهم، كما فعلت «سارة»، والتى دخلت على حساب إحدى مضيفات الشركة، وسألتها عن أحد أفراد الطاقم، تجمعها به صلة قرابة، لتسأل عنه.
التصريحات مختلفة، ومنصب المتحدث أيضاً مختلف، ففى فرنسا كان رئيس الجمهورية فرانسوا أولاند هو المتحدث فى مؤتمر صحفى أعلن خلاله تحطم الطائرة بالكامل، دون أن يستبعد أى فرضية تقف وراء وقوعه، فيما اقتصر التعاطى المصرى على مؤتمر صحفى لوزير الطيران وآخر مماثل لرئيس الوزراء واجتماع لمجلس الأمن القومى، وهو ما اعتبره نشطاء مواقع التواصل من متابعى الحادث أقل من التعاطى الفرنسى، معبرين «آه الأزمة فى فرنسا، بس إحنا برضه كان لازم الرئيس يخرج يقول كلمة يواسى فيها الضحايا.. مصابنا أكبر من مصاب فرنسا».
تصريحات متباينة تضع أهالى الضحايا فى موقف الحائر، واللجوء أصبح للمواقع الإخبارية الأجنبية التى تنقل الأحداث بشكل أسرع من المحلية التى تعتمد على وكالات أجنبية، ولم يكن التليفزيون الرسمى للدولة مهتماً بالقضية قدر اهتمام القنوات الإخبارية العالمية، الأمر الذى دفع العديد من النشطاء إلى تدشين هاشتاج «ماسبيرو عار» أعربوا فيه عن مدى شعورهم بالغيظ تجاه ما يبثه التليفزيون المصرى من أغانٍ قديمة لمحرم فؤاد، ونقله صوراً من مطار شارل ديجول باعتبارها صوراً من داخل المطار المصرى، فى الوقت الذى تمتلئ فيه القنوات الإخبارية الأجنبية بأخبار الطائرة فى اهتمام بالغ.