كان من المفترض اليوم أن نستكمل حديثنا عن لغة الجسد ولكن اسمحوا لي أعزاءي، أن نؤجل الحديث عن لغة الجسد هذا الأسبوع، وسوف نتحدث موضوع شيّق وفي غاية الأهمية.
هناك دراسة من منظمة الصحة العالمية (WHO) في العام 2003، وهي إحدى منظمات الأمم المتحدة تؤكد أن مرض الاكتئاب سيتربع في العام 2020 على عرش الأمراض، حيث إنّه أخطر من مرض السرطان، لأن مريض السرطان يجاهد من أجل البقاء على قيد الحياة، بينما مريض الاكتئاب النفسي يتمنى الموت لينتهي من مشاكله، وسبب هذا الاكتئاب الضغوط النفسية والرغبات المادية.
لذا أحبائي يجب اتباع العديد من الخطوات للبعد عن هذه الأعراض وهي: الاهتمام بالصحة النفسية للشخص عبر مراحل الحياة، ومن أخطر هذه المراحل مرحلة الطفولة التي تعد نواة بناء الفرد في المستقبل.
لذا وجب علينا توضيح تعريف الصحة النفسية.
اختلف العديد من علماء علم النفس على تحديد تعريف الصحة النفسية ولكني أفضل تعريف للصحة النفسية:
"حالة عقلية انفعالية مركبة دائمة نسبية وهي الشعور بأن كل شيء على ما يرام والشعور بالسعادة والعلاقة الإيجابية مع الذات والشعور بالرضا والطمأنينة والأمن وسلامة العقل "هذا التعريف الإيجابي للصحة النفسية".
وتعتمد الصحة النفسية على ما نسميه السلوك السوي والسلوك غير السوي للأفراد.
أهمية الصحة النفسية
يطلق بعض العلماء على عصرنا "عصر القلق" وللصحة النفسية أهمية قصوى في تحقيق حياة آمنة للفرد وتنمية المجتمع وازدهاره، وتعد الصحة النفسية مهمة للفرد في فهم ذاته والقدرة على التوافق مع نفسه، وشعوره بالسعادة مع النفس والآخرين والقدرة على مواجهة مطالب الحياة والعيش في سلامة وآمان، ومهمة أيضًا للمجتمع؛ لأنها تهتم بدراسة وعلاج المشكلات الاجتماعية التي تؤثر على نمو الفرد، وبالتالي تؤثر على الصحة النفسية للفرد والمجتمع.
وهناك عدة عوامل تؤثر على الصحة النفسية منها عوامل فردية مثل الوراثة والحالة العمرية للفرد، وهناك عوامل بيئية مثل البيئة الطبيعية، ومنها الضوضاء والاستمتاع بالطبيعة والتضاريس والتلوث.
مظاهر الصحة النفسية
1- التوافق الذاتي، ويتضمن الرضا عن النفس وأن يقبل الفرد ذاته كما هي.
2- التوافق الاجتماعي، وهي أن يتعامل الفرد مع المجتمع والبيئة المحيطة به برضا، ويتقبل سلوكيات الآخرين.
3- الشعور بالسعادة مع نفسه ومع الآخرين.
4- تحقيق الذات واستغلال القدرات.
5- اتخاذ أهداف واقعية في الحياة والسعي للوصول إليها.
6- النجاح في العمل.
7- القدرة على مواجهة الأزمات.
8- الاتزان الانفعالي والنضج الانفعالي.
9- التحمس والإقبال على الحياة والنظر للحياة بنظرة مشرقة وإيجابية.
10- التحلي باﻷخلاق الحميدة.
11- القدرة على التضحية والعمل على خدمة الآخرين.
12- الراحة النفسية "وهي عملة نادرة هذه الأيام".
13- القدرة على تحمل المسؤولية.
وهناك معايير عديدة للصحة النفسية سنتحدث عنها لاحقا في مقالتنا، لذلك أعزائي حافظوا على صحتكم النفسية من أجل أنفسكم، ومن أجل أسرتكم ومن أجل مجتمعكم، أعزائي اهتموا جيدًا بالصحة النفسية لأطفالكم واعملوا على بنائهم بطريقة صحيحة أخلاقيًا ومهنيًا وثقافيًا وعلميًا وعمليًا، ونلتقي في المقال القادم.