3 يوليو.. ذكرى «الحفاظ على مصر»
ملايين المصريين نزلوا إلى الشوارع احتفالاً بعزل «مرسى» «صورة أرشيفية»
عاشت مصر فى مثل هذه الساعات، قبل 3 سنوات، لحظات من القلق والترقب، حتى نزل الملايين للشوارع، معلنين رفضهم استمرار الحكم الدينى الفاشى الإقصائى، فى إدارة البلد، ومؤكدين رغبتهم فى إعلان كلمة النهاية للإخوان. اليوم، تحل الذكرى الثالثة لـ3 يوليو، حاملة معها 3 سنوات من العنف والدم واللحظات الصعبة التى عاشها المجتمع المصرى خارجياً وداخلياً، منذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسى.
فى مثل هذا اليوم، عرض المجلس الأعلى للقوات المسلحة على الإخوان، إمكانية المشاركة فى الحياة السياسية بعد عزل مرسى واعتباره رئيساً سابقاً للجمهورية والانصياع لإرادة الشعب والمنافسة فى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية مجدداً، لكنهم رفضوا واستمروا فى اعتصام رابعة العدوية المسلح، وكان بإمكانهم تفادى كل الخسائر التى وقعت على المستوى التنظيمى وعلى مستوى الدولة بشكل عام. وفى هذا الملف، تستمع «الوطن» لشهادات من كانوا حاضرين ومشاركين فى اجتماع خارطة الطريق وعاشوا الأحداث لحظة بلحظة، وحكوا ما عاصروه من أحداث، كما ترصد السيناريوهات التى كان يمكن أن تحدث لو شارك الإخوان فى الاجتماع، الذى عُقد لمناقشة تفاصيل الخارطة.
«الوطن» ترصد كواليس ما جرى.. وتسأل: ماذا لو كان الإخوان وافقوا على خارطة الطريق؟
كشف سياسون كواليس أحداث يوم 3 يوليو عام 2013، التى شهدت الإعلان عن خارطة الطريق، وعزل محمد مرسى، وإبعاد الإخوان عن الحكم، وأكد هؤلاء أنهم رفضوا مشاركة قيادات التنظيم فى الاجتماع التحضيرى الذى سبق إلقاء المشير عبدالفتاح السيسى، القائد العام للقوات المسلحة وقتها، لبيان 3 يوليو، لافتين إلى أن قيادات الجيش رشحوا الدكتور حازم الببلاوى لرئاسة الحكومة. وقال منير فخرى عبدالنور، وزير الصناعة والاستثمار الأسبق، إن القوى السياسية توافقت على ما جاء فى خارطة الطريق، وتوقعنا أن يتلقى محمد البرادعى دعوة من وزارة الدفاع لبحث الأمر، وكان هناك اتفاق شبه كامل على ما صدر، مؤكداً أن «الجبهة» رحبت بتولى رئيس المحكمة الدستورية الحكم، وكانت هناك أطروحات عديدة فيما يخص تشكيل الحكومة تغيرت حتى يوم حلف اليمين.
وأضاف، لـ«الوطن»، أن من تلك الأطروحات تكليف محمد البرادعى برئاسة الحكومة، أو أن يكون نائباً لرئيس الوزراء، وانتهى الأمر ليكون نائباً لرئيس الجمهورية، كذلك كانت هناك ترشيحات عديدة منها ترشيح أى من سمير رضوان، أو هانى قدرى، أو زياد بهاء الدين لتولى حقيبة المالية، مؤكداً أنهم عرضوا عليه تولى وزارة السياحة ثم الصناعة والتجارة.
سياسيون يروون شهاداتهم: رفضنا مشاركة «الإخوان».. والجيش رشح «الببلاوى» للحكومة.. و«السيسى» طالبنا بتحييد الخلافات
وقال محمد سامى، رئيس حزب الكرامة، إنه خلال اجتماع 3 يوليو، رشح المجلس العسكرى حازم الببلاوى لرئاسة الحكومة، وتم اختيار شخصيات لتكون ضمن التشكيلة الوزارية، ومنها منير فخرى عبدالنور وأحمد البرعى وحسام عيسى وكمال أبوعيطة، كذلك تم التوافق على أن يكون محمد البرادعى نائباً لرئيس الجمهورية، وأضاف: رفضنا مشاركة الإخوان خلال الاجتماع وتوقعنا عدم حضورهم لأن هناك توافقاً مجتمعياً على رفض وجودهم.
«نبوى»: «البرادعى» طالب بمجلس رئاسى من «الإنقاذ».. و«وجيه»: نشب خلاف بين أعضاء «الجبهة» بسبب «البرادعى».. و«شكر»: لم يُطلعنا أحد على تفاصيل اللقاء
وكشف «سامى» عن وجود اتصالات، قبل حلول 30 يونيو بساعات، مع قيادات المجلس العسكرى، على رأسهم اللواء محمد العصار، مضيفاً: «جاءنا اتصال خلال اجتماع ضم كلاً من سامح عاشور وعمرو موسى والسيد البدوى وحمدين صباحى، مفاده أن الجيش يقف وراء الشعب وأن هناك توافقاً بين الأمة على خلع هذا الكيان السرطانى». ووجه «سامى» الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسى، قائلاً: «الإخوان كان أمامهم 100 سنة علشان خاطر نخلعهم ونحمد ربنا على وجود السيسى، فيُحسب له الفضل أنه حمى مصر من كيان إرهابى كان سيجثم على صدر مصر أكثر من قرن من الزمان». وقال محمد نبوى، المتحدث باسم حركة تمرد، إن أول اتصال رسمى بالقوات المسلحة مع الحركة كان يوم 3-7 الساعة 12 ظهراً، من قبَل العقيد أحمد محمد على، المتحدث باسم القوات المسلحة فى ذلك الوقت، الذى طالب باستدعاء محمود بدر إلى القيادة العامة لحضور اجتماع مهم مع القوى السياسية، وبالفعل أبلغنا محمود بدر ومحمد عبدالعزيز، اللذين توجها إلى القيادة فوراً، وأضاف «نبوى» أن الاجتماع استمر مدة خمس ساعات، وشهد العديد من الآراء، منها ما قاله محمد البرادعى بضرورة تشكيل مجلس رئاسى مدنى من قبَل مرشحى الرئاسة السابقين، أو قيادات جبهة الإنقاذ، وهو ما رفضته «تمرد» وتمسكنا بأن يكون رئيس المحكمة الدستورية العليا رئيس الجمهورية المؤقت. وتابع: القوات المسلحة لم تتدخل فى كتابة بيان 3 يوليو، بل القيادات السياسية الموجودة هى من قامت بكتابة البيان، وطالب «البرادعى» بأن تكون الصياغة «قررت القوات المسلحة»، ورفضتها «تمرد» وطالبنا بأن تكون الصياغة «قررت القوى المجتمعة»؛ لأن صياغة «البرادعى» كانت تعنى الانقلاب العسكرى. وأشار إلى أن جلال مُرة، الأمين العام لحزب النور، طالب بالتوجه إلى محمد مرسى والتوقيع على البيان، وهو الأمر الذى رفضه الحضور؛ لأننا لا نعترف بشرعية الإخوان، وللحقيقة فالقوات المسلحة وقياداتها الذين حضروا الاجتماع كانوا مجرد مستمعين ولم يكونوا طرفاً فى النزاع، والجيش كان دائماً ما يدعونا لنكون على قلب رجل واحد وأن نتجنب المنازعات.
وقال شهاب وجيه، المتحدث باسم المصريين الأحرار، إن قيادات جبهة الإنقاذ لم تكن تتخيل نزول المصريين بهذا الحشد، بل إنهم سعوا للحشد بطرق عدة، وكانت هناك خلافات عديدة حول أماكن الحشد، وهل ستكون بالتحرير أم أمام قصر الاتحادية، وأضاف: صباح 3-7 علمنا بدعوة محمد البرادعى وأنه فى طريقه لوزارة الدفاع، ووافق على خارطة الطريق دون الرجوع لأعضاء الجبهة؛ لأننا كنا قد اتفقنا على تلك البنود من قبل بضرورة إجراء الانتخابات وعزل محمد مرسى. وأكد «وجيه» أن خلافاً ظهر بين أعضاء الجبهة حول تولى محمد البرادعى منصب رئيس الوزراء، فكان لدى البعض تحفظ على وجوده فى هذا المنصب، و«البرادعى» نفسه لم يكن متحمساً لتولى المنصب. وقال الدكتور عبدالغفار شكر، الرئيس السابق لحزب التحالف الشعبى، إن جبهة الإنقاذ رشحت محمد البرادعى ليمثلها فى هذا الاجتماع، لكنه لم يبلغنا بأى شىء بخصوص ما دار فيه.