موسم الهجرة إلى «الجواهرجية» ينتعش فى «الأعياد»
رواج فى سوق الذهب أيام العيد بعد فترة ركود طويلة فى «رمضان»
إنه «موسم الذهب»، إن صحّ التعبير، زيجات كثيرة وخطوبات أكثر، وكأنه عيد مخصص لتألق الذهب بعد صيام طال، وانتعشت سوقه، بحسب تجار بالغرف التجارية خلال عيد الفطر، فقال صلاح عبدالهادى، رئيس شعبة الذهب بغرفة القاهرة، إن الإقبال المتوقع للمستهلكين على شراء الهدايا الذهبية وتزايد الأفراح وحفلات عقد القران والخطوبة فى فترة العيد لدى الكثير من الأسر المصرية وشراء الشبكة، من شأنه إنعاش المبيعات، ولكن ليس بالشكل الكبير مقارنة بالعام الماضى.
«عبدالهادى»: «كتر الجواز زوّد الجرام 2 جنيه».. و«المحبس» الأكثر مبيعاً.. وإقبال ضعيف على «الأطقم»
«عبدالهادى» أكد أن أسواق الذهب استمرت على مدار شهر رمضان المبارك فى ركود شديد نتيجة ما تواجهه من تحديات، لافتاً إلى أن محال الذهب تبدأ الأسبوع الحالى عرض كافة منتجاتها بأشكالها وأنواعها المختلفة، استعداداً لاستقبال المستهلكين، وأضاف أن أسواق الذهب استقرت فى معدلاتها خلال الشهر الماضى بتذبذب طفيف ما بين الارتفاع والانخفاض، تراوحت نسبته ما بين 2 إلى 5 جنيهات، وأن سبب هذا التذبذب يرجع إلى تباين مماثل بالأسعار العالمية، ما أدى إلى تغير سعر جرام الذهب محلياً بنسبة ضئيلة إلى أن جاءت تلك القفزات السريعة والمتلاحقة ليتجاوز الارتفاع فى سعر الجرام 22 جنيهاً.
وتوقع «عبدالهادى» ارتفاعاً طفيفاً بأسعار الذهب، يتراوح بين جنيه و2 جنيه فى السوق المحلية، خاصة مع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى، ما جعل الناس يفرون إلى شراء الذهب كملاذ ادخارى آمن خوفاً من تدهور أسعار اليورو، الأمر الذى دفع المستثمرين إلى شراء الذهب بمختلف أنواعه، وهو ما جعل سعره يرتفع أكثر من 100 دولار للأوقية، حيث قفز السعر من 1247 دولاراً للأوقية إلى 1358 دولاراً.
وتابع: «رغم الارتفاعات المتتالية فى سعره فأسواق الذهب الشعبية بالمحافظات تحافظ على نسبة مبيعاتها مقارنة بالقاهرة، ومن المتوقع استمرار ارتفاع الأسعار نتيجة زيادة الإقبال دون أن يتجاوز الارتفاع جنيهات قليلة نتيجة الإقبال والمصنعية»، لافتاً إلى أن أشهر الأنواع إقبالاً هى «المحبس»، وتتراوح أسعاره بين ثلاثة آلاف إلى 5 آلاف جنيه، فيما تشهد الأطقم المكونة من الخاتم والكوليه والانسيال إقبالاً ضعيفاً، حيث تبدأ أسعارها من 15 ألف جنيه لتصل لـ30 ألفاً.
«واصف»: حالة السوق «غير مطمئنة» والمعدن النفيس فى صعود.. و«الشرقاوى»: إقبال بزيادة على «الكسر»
وكشف الدكتور وصفى أمين واصف، رئيس شعبة المصوغات والمجوهرات بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن ارتفاعاً مقبلاً فى أسعار الذهب بدت مؤشراته خلال أسابيع مضت، مؤكداً أن المعدن النفيس سيستمر فى التحرك صعوداً، ووصف حال السوق الحالية بأنها أصبحت «غير مطمئنة» لهم، بعد ارتفاع الأسعار، وقال إن أى اضطراب اقتصادى يحدث فى العالم يغير سعر الأوقية، وإن الاستقرار المحلى للاقتصاد ليس كافياً لجذب العملاء.
وقال سيد الشرقاوى، رئيس شعبة الذهب بغرفة الإسكندرية، إن تجارة الذهب الكسر، «المستعمل»، نشطت بسبب ارتفاع أسعار الذهب بشكل غير مسبوق حالياً، مشيراً إلى أن التجار يقومون فى الوقت الحالى باكتناز أكبر نسبة من الذهب من السوق للاستفادة من ارتفاع أسعاره.
وأوضح أن التاجر يلجأ إلى جمع الذهب الكسر ليكون ملاذاً آمناً من تقلبات الأسعار بالسوق، خاصة بعد القفزات الجنونية خلال الفترة الراهنة، مشيراً إلى أن المواطنين يقبلون على شراء الذهب المستعمل لارتفاع المصنعية خلال الفترة الحالية، التى قد تتراوح من 15 إلى 100 جنيه، حسب «الشغل» الموجود بقطعة الذهب.
من جهته، قال أشرف بيباوى، تاجر ذهب، إن الأيام الأولى من شهر رمضان شهدت تراجعاً كبيراً فى مبيعات الذهب بسبب إقبال المواطنين على شراء السلع الاستهلاكية وانصرافهم عن شراء عدد كبير من السلع الترفيهية، ومنها الذهب، مؤكداً أن أسعار الذهب المرتفعة تمثل عاملاً رئيسياً فى عدم الإقبال على شرائه منذ شهر فبراير الماضى، إلا أن بعض التجار يتوقعون انفراجة فى حركة البيع الفترة المقبلة، على حد قوله.
«بيباوى» أشار إلى أن السوق المحلية شهدت منذ فترة حركة مبيعات للذهب من جانب المستثمرين، الذين اشتروا كميات كبيرة من الذهب، «السبائك والجنيهات»، ليقوموا ببيعها عند الارتفاع، بما يشبه عمليات الاستثمار فى الأسهم ولكن بطريقة أكثر أمناً، حيث لا يفقد الذهب سعره الأصلى كما فى الأسهم، إلى جانب أن هناك توقعات دائمة بارتفاع أسعار الذهب، موضحاً أن توالى المناسبات المهمة خلال فترة الصيف، ومنها مواسم الأعياد والعودة من الخارج والأعراس، ستسهم فى زيادة عمليات شراء الذهب خلال الفترة التى تشهد إقبالا واسعاً.
وأوضح كيفورك مظلوميان، عضو شعبة الذهب بالغرفة التجارية للإسكندرية، أن ارتفاع أسعار الذهب خلال الفترة الماضية تسبب فى خروج عدد كبير من تجار سوق الصاغة بدعوى توقف حركة البيع والشراء، إذ لم يعد التاجر قادراً على الوفاء بالمصروفات المطلوبة منه، وأضاف أن كثيراً من التجار غادروا السوق بسبب انخفاض المبيعات، الذى استمر لمدة خمس سنوات، مضيفاً: «لهذا نجد أن كثيراً من التجار باعوا الذهب الذى كان لديهم وخرجوا من السوق، أو قلصوا محلاتهم للنصف لخفض التكاليف، وتصل نسبة الخروج تقريباً لـ30% من تجار الذهب، غير عدد آخر كبير لجأ إلى تجارة العملة وبيزنس العقارات».
«بيباوى»: سعره هيزيد لأنه «معدن مدخرات».. و«مظلوميان»: «تمنه بيتحرك 7 مرات فى الساعة»
ولفت إلى أن سوق الذهب حالياً تعانى من العشوائية وغياب القوانين والتشريعات، وتابع: «ما يحدث من بعض التجار برفع أسعار الذهب بحجة المصنعية أغرى بعض التجار الجشعين لاستغلال المشترين، ورفع الأسعار»، منبهاً إلى أن سعر الذهب مرتبط بالأسواق العالمية، وبعوامل أخرى منها هوامش الربح المستهدف من التجار، وموقع المحل التجارى، ونوعية المشغولات الذهبية، وتكلفة التشغيل، وتابع: «عدد كبير من التجار يلجأون إلى زيادات كبيرة وغير مبررة فى احتساب قيمة المصنعية فى فترات المواسم والأعياد، استغلالاً لزيادة الطلب من جانب المستهلكين، ما سيظهر من خلال عمليات المتابعة والتفتيش المفاجئة».
ونوه بأنه من الصعب تثبيت سعر المصنعية أو وضع قيم محددة لها، نظراً لأن السعر يختلف بحسب نوعية الذهب ومصدره، على حد قوله، مضيفاً أن أسعار الذهب تتغير بشكل سريع وفقاً للسعر العالمى، وأن هذا التغيير قد يحدث أحياناً بين 6 و7 مرات خلال الساعة الواحدة، ما يجعل بعض المستهلكين يتشككون فى الأسعار، مطالباً بتثقيف المستهلك كى لا يقع فى الخداع من قبل بعض التجار، مشدداً على ضرورة الاهتمام بالفاتورة لحمايتهم، وبمقارنة الأسعار قبل الشراء، والتحقق من مستويات الأسعار.
وقال إيهاب موريس، تاجر ذهب بالجيزة، إن الذهب لا يزال ملاذاً آمناً للاستثمار حتى مع ارتفاع أسعاره، لعدة أسباب أهمها أن الذهب هو أكثر السلع استقراراً، ويعد وحدة مقياس للسلع وللعملات أيضاً، مضيفاً: «يعنى نعرف كم فقدت العملة من قيمتها على مرور السنوات، كما أن سهولة تخزينه وثبات لونه عوامل جعلت من الذهب ملاذاً آمناً»، وشدد على أن الذهب يشكل «صمام أمان» فى مواجهة انهيار اقتصاد الدولة، وأوضح أن الطلب على الذهب تراجع بقوة الفترة الماضية بسبب ارتفاع أسعاره وضعف القوة الشرائية وارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية، فضلاً عن ارتفاع أسعاره عالمياً، وأكد أن الذهب حالياً يعد استثماراً جيداً، ولكن يجب أن يكون هناك تحوط ومهارة فى التعامل مع هذا الارتفاع من جانب المستثمرين فيه، من خلال شراء الذهب فى شكل سبائك فقط وليس مشغولات، كما نصح بألا يشترى الشخص بكامل فائض رأسماله، بل بجزء من فائضه.