العراقيون عن تقرير «شيلكوت» بإدانة بريطانيا: «فارغ»
مظاهرات منددة بتوابع الغزو الأنجلو أمريكى على العراق
أثار تقرير لجنة السير جون شيلكوت، الذى أعلن صراحة أن بريطانيا تورطت فى الحرب قبل استنفاد كافة الخيارات الأخرى، حالة من الجدل داخل العراق، ونقلت وكالة أنباء «فرانس برس»، عن مسئولين عراقيين قولهم إن التقرير لا يعنى كثيراً بالنسبة لبغداد، وأنه أصبح واضحاً أن العراقيين لا يعلقون أهمية كبيرة على التقرير الذى أثار ضجة كبيرة فى بريطانيا وخارجها، ورداً على سؤال لـ«فرانس برس»، قال المتحدث باسم الخارجية العراقية أحمد جمال: «ما هذا التقرير من الأساس؟، فيما قال النائب على العلاق، المنتمى إلى حزب رئيس الوزراء الحالى حيدر العبادى، إن «الغزو الأمريكى وسقوط نظام صدام حسين، بغض النظر عما إذا كان قراراً سيئاً أم جيداً، فإن آثاره كانت كبيرة على العراق، ولا أعتقد أن هذا التقرير سيكون له تأثير بعد كل هذا الوقت»، ونقلت الوكالة عن عدد من المواطنين العراقيين قولهم إن «التقرير فارغ.. ولكن من واجبهم على أقل تقدير أن يعيدوا بناء البلد».
مسئولون: التقرير لا يعنى كثيراً لبغداد.. ومتورطون فى غزو العراق: العالم أفضل دون «صدام».. وصحيفة أمريكية تستبعد محاكمة «بلير»
وقال السفير البريطانى الأسبق لدى الأمم المتحدة، جيريمى جرينستوك، أمس، إنه يعتقد أن الأمريكيين دفعوا رئيس الوزراء الأسبق تونى بلير لخوض حرب العراق، وقال جرينستوك فى تصريحات لإذاعة «بى.بى.سى راديو 4»: «شعرت فى ذلك الوقت، والبريطانيون جميعاً شعروا ورئيس الوزراء، بأن الأمريكيين يدفعوننا لاتخاذ عمل عسكرى فى وقت مبكر جداً»، وأضاف: «تونى بلير رغب فى صدور قرار من الأمم المتحدة يدعم التدخل العسكرى فى العراق، إلا أن كبار المسئولين الأمريكيين اعتقدوا أنها مضيعة للوقت».
وواصل المتورطون فى قرار غزو العراق عام 2003، أمس، دفاعهم عن أنفسهم بعد تقرير لجنة السير جون شيلكوت، حيث دافع رئيس الوزراء الأسترالى الأسبق جون هاورد، عن قراره بالمشاركة فى الحرب على العراق إلى جانب الولايات المتحدة وبريطانيا، مؤكداً أنه كان مبرراً فى ذلك الحين، ولم يكن هناك «أى كذب».
من جهته، أعلن الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش الابن أمس الأول، أنه لا يزال مقتنعاً بأن العالم أفضل حالاً دون صدام حسين، وذلك فى معرض تعليقه على تقرير لجنة التحقيق البريطانية حول غزو العراق فى 2003، وقال فريدى فورد، المتحدث باسم الرئيس السابق، فى بيان، إنه «على الرغم من الإخفاقات الاستخبارية والأخطاء الأخرى التى اعترف بها سابقاً، فإن الرئيس بوش لا يزال يعتقد أن العالم بأسره هو أفضل حالاً دون صدام حسين فى السلطة».
وتساءلت صحيفة «واشنطن بوست» عن إمكانية محاكمة تونى بلير بعد لدوره فى حرب العراق، وذلك بعد تقرير لجنة التحقيق حول مشاركة بريطانيا المثيرة للجدل فى الحرب فى العراق فى 2003، وتابعت الصحيفة أن العديد من معارضى الحرب يتساءلون هل يمكن أن يجد بلير نفسه يقف أمام القضاء ليحاكم بسبب قراراته السياسية؟، وأضافت الصحيفة أن حرب العراق قد شوهت سمعة بلير عند الرأى العام البريطانى، لكن الآثار القانونية أقل وضوحاً، حيث إنه فى نهاية المطاف، لا يوجد لتقرير لجنة شيلكوت أى آثار قانونية، فهو تحقيق علنى فى دور بريطانيا فى الحرب على العراق، لكنه ليس تحقيق قضائى، والمشاركون فى التحقيق ليسوا محامين أو قضاة، وجون شيلكوت، الرجل الذى يقود التحقيق، هو موظف حكومى سابق، فأعضاء اللجنة لا يستطيعون جعل الأحكام قانونية ولا يسعون لذلك، وقال شيلكوت لوسائل الإعلام: «لم أعرب عن وجهة نظر حول ما إذا كان العمل العسكرى قانونياً أم لا»، وأضاف: «مع ذلك، فإن المبرر القانونى للعمل العسكرى البريطانى فى العراق ليس مرضياً». وقال مارك كيرستن، وهو باحث فى كلية مونك للشئون العالمية فى جامعة تورونتو، أنه «من غير المرجح أن بلير سوف يواجه اتهامات، لأن المحكمة الجنائية الدولية لا يمكنها التحقيق فى جريمة العدوان على العراق، وأحد الاتهامات الشائعة هو أن حرب العراق كانت عملاً غير قانونى، وعدواناً عسكرياً، إلا أنه لا يمكن للمحكمة الجنائية الدولية التحقيق فيه، والجهة الوحيدة التى يمكنها إجراء تحقيق هى مجلس الأمن، مع الاعتبار أن بريطانيا والولايات المتحدة عضوان دائمان فيه.