الكعك «إجبارى».. والسودانى «اختيارى».. والرنجة «تغيير»
محلات «الكعك والبسكويت» تتصدر المشهد فى العيد
كالعادة فى أواخر شهر رمضان من كل عام، تبدأ الأسواق ماراثون الاستعداد لعيد الفطر المبارك، ووسط ظروف مادية ضاغطة وارتفاع فى الأسعار، يقف المواطن حائراً بين فتارين «الكعك والبسكويت» التى تتصدر المشهد، يضعها أصحاب المخابز أمام المارة بشكل لافت ليجذبوا بها زبائنهم، وإذا كان الكعك يأتى فى المرتبة الأولى لاهتمامات المصريين فى العيد، فإن الأمر لا يخلو أيضاً من «السودانى والحلويات»، فلم تتهاون محال المحمصات فى عرض بضاعتها بشكل لا يختلف كثيراً عن فتارين الكعك، وفى الأخير يتذيل كل من الترمس والرنجة قائمة مأكولات المصريين فى العيد، خاصة أنها موجودة فى الأسواق طوال العام.
كيلو الكعك فى المناطق الراقية يصل 75 جنيهاً وفى الشعبية 28.. وصاحب مخبز: «البيع السنة دى أقل وبشتغل يوم الوقفة بس»
أسعار متفاوتة للكعك والبسكويت.. والمواطنون: «ما نقدرش نستغنى عنه»
كشفت جولة «الوطن» على أسواق الكعك والبسكويت عن وجود تفاوت فى الأسعار، حيث اختلفت من مخبز لآخر ومن منطقة لأخرى، وتراوحت أسعار البسكويت فى المناطق الراقية والمتوسطة من 45 إلى 48 جنيهاً للكيلو، والكعك من 48 إلى 75 جنيهاً للكيلو ما بين كعك سادة ومحشو بالملبن والعجوة وآخر بالمكسرات وعين الجمل، فى حين تراوحت الأسعار فى المناطق الشعبية من 20 إلى 25 جنيهاً لسعر كيلو البسكويت، ومن 26 إلى 28 جنيهاً لكيلو الكعك.
قال أحمد ماهر، عامل بأحد محلات بيع المخبوزات بالدقى: «الأسعار عندنا نفس أسعار السنة اللى فاتت، يعنى مثلاً البسكويت بـ48 جنيه الكيلو وفيه 3 أنواع: النشادر والبرتقال والمشكل وكلهم بنفس السعر، والكعك السادة والمحشى بـ55 جنيه الكيلو، وفيه كعك بالمكسرات وعين الجمل بـ75 جنيه الكيلو، والبيتى فور برضه نفس أسعار السنة اللى فاتت 65 جنيه للكيلو، وفيه بيتى فور لوكس بيكون عامل 70 جنيه، والغريبة نوع واحد بس بـ60 جنيه الكيلو»، واستدرك قائلاً «رغم كده البيع السنة دى أقل من السنة اللى فاتت وتحس إن فيه حالة ركود، يعنى أنا كل سنة كنت بشتغل العشر أيام الأواخر فى رمضان كلهم، لكن دلوقتى هو آخر يومين تلاتة وممكن يوم الوقفة بس كمان».
وأضاف: «خلاص مابقاش فيه حد بيعمل كعك فى البيت زى الأول، لأنه تعب ووجع قلب ومصاريف وفلوس على الفاضى، لكن فيه ناس ممكن تروح لأى فرن بلدى عادى وتديله الدقيق والسمنة والحاجات دى والفرن هو اللى يعملهولها، والبسكويت والكعك عندى هما اللى بيبقى عليهم الطلب أكتر وبعد كده البيتى فور».
ولم تختلف الأسعار كثيراً لدى حسين كمال، صاحب محل مخبوزات بحلوان، إذ قال: «احنا كل سنة بنعمل حسابنا إن بيع الكعك والبسكويت بيبدأ فى آخر 10 أيام من رمضان، بس حالياً الحركة نايمة شوية عن كل سنة، وده ممكن يكون سببه إن الأسعار غليت شوية السنة دى، بس عموماً أكتر حاجه بيكون عليها سحب عندى هى البسكويت»، مضيفاً «فيه ناس بتفضل إنها تريح دماغها وتشتريلها اتنين تلاتة كيلو أحسن ما يفضلوا يجهزوا ويعملوا ومش عارفين فى الآخر النتيجة هتطلع كويسة ولا وحشة، وعشان كده تلاقى نسبة الناس اللى بقت تعتمد على الجاهز أكتر».
ويبدو أن الوضع مختلف فى منطقة بولاق الدكرور.. إبراهيم عطية، صاحب مخبز، يقول: «إحنا منطقة شعبية عشان كده الأسعار هنا ما ينفعش تكون غالية، يعنى مثلاً الكعك عندى بـ26 وبـ28 جنيه للكيلو والبسكويت بـ25 جنيه والغريبة بـ28»، مضيفاً «فيه ناس بتجهز كل حاجة فى بيتها وتجيبلى الكعك هنا أسويه عشان يوفروا مثلاً ربع التمن ولا حاجة، ودلوقتى تقريباً 70% بقت تعتمد على الكعك الجاهز».
«إحنا اتعودنا من صغرنا إن الكعك فى العيد ده حاجة أساسية وماينفعش العيد ييجى من غير ما يكون فيه كعك فى البيت» هكذا قال محمد عبدالرحيم، مواطن، وقف أمام أحد مخابز الكعك والبسكويت، الذى أضاف: «وبعدين لما كل الناس بتعمل كعك طفلك الصغير لو انت ما عملتش أو ما جبتش هيتأثر لما يشوف صاحبه نازل بكعك من بيته وهو لأ»، ويبدو أن «عبدالرحيم» كان يقف أمام المخبز ليشترى أشياء أخرى غير الكعك، لأنه استدرك: «إحنا بنحب نعمل الكعك فى البيت لأنه بره بيكون مكلف أكتر وغالى، وبعدين لما بتعمله فى البيت بتحطله السمنة اللى انت عايزها واللبن اللى انت عايزه وبتظبط المقادير بمزاجك»، وتابع: «الكعك مش بكتره فى البيت وما بتفرقش معانا عملنا كتير أو قليل المهم إنه يبقى موجود طول أسبوع العيد، غير السودانى بقى لأن احنا بنعتبره كمالة مش زى الكعك، يعنى لو معانا فلوس ممكن نجيب سودانى لو ما معناش مانجبش».
أصحاب محلات المحمصات: البيع مش زى الأول.. ومواطنون: «مش أهم من الكعك»
لم يختلف السودانى وباقى الحلويات التى تعرضها محلات المحمصات فى الأيام الأخيرة لشهر رمضان عن الكعك والبسكويت من حيث تفاوت الأسعار، إلا أن هذا النوع من المأكولات المشهور بها عيد الفطر لم تأت فى المرتبة الأولى ضمن اهتمامات الكثيرين الذين أكدوا أن وجود الكعك أهم خاصة مع غلاء الأسعار. أحمد البدرى، صاحب مقلة بشارع السودان، يقول: «إحنا بنيجى فى آخر 10 أيام من رمضان نبدأ نفرش الحاجة بتاعة العيد، سواء بقى فول سودانى أو شيكولاتات أو حلويات وهى دى أكتر حاجة عليها طلب، بس هو عموماً السنة دى الناس بدأت تشترى متأخر مش زى كل سنة، وكميات البيع قلت جامد واحنا بنحاول ننزل فى الأسعار عشان الناس تشترى».
وقال أحمد كمال، صاحب مقلة فى بولاق: «يوم الوقفة هو أكتر حاجة ممكن نبيع فيها، خاصة إن الجو مريح السنة دى فتعتبر وقفة العيد هى الموسم بالنسبة لنا دلوقتى»، وأضاف: «أنا عندى من كل حاجة نوعين على الأقل، يعنى السودانى عندى بـ16 جنيه وفيه نوع تانى بـ18، والحلويات بتبدأ من 16 لحد 55، بس الناس دلوقتى مابقتش زى الأول، زمان كانت الناس ممكن تاخد الحاجة الغالية أو الوسط مثلاً دلوقتى بقى كله بييجى ياخد الحاجة الرخيصة، عشان كده أنا مابقتش أكتّر من الحاجة الغالية، يعنى بدل ما كنت بجيب عشر علب بقيت أجيب خمسة عشان البضاعة ما تتركنش». وتابع: «إحنا لازم نبدأ نسوى كميات كبيرة من السودانى قبل العيد بفترة عشان لما نوصل لآخر 3 أيام أو لما ييجى يوم الوقفة ما نعطلش عشان بيكون فيه سحب، فلازم نكون عاملين حسابنا، والزبون على قد ما بياخد شيكولاتات وحلويات بس السودانى بالنسبة له هو الأساس، وبيحاول يدور على الحاجة اللى سعرها كويس وفى نفس الوقت تكون نضيفة». «عايز نص سودانى ونص شيكولاتة» ذلك ما طلبه صالح أحمد، الرجل الستينى الذى كان واقفاً أمام أحد محلات بيع المحمصات، والذى قال: «طبعا انت عارف فى العيد البيت ما بيفضاش من الضيوف فلازم يكون فيه حاجة للتسلية، وكمان علشان نراضى بيها العيال الصغيرة».
وأضاف: «أنا السنة دى قللت الكمية اللى باجيبها كل سنة بسبب إن الأسعار فى زيادة، يعنى أنا كنت بجيب كيلو من كل حاجة، دلوقتى بقيت أجيب نص كيلو، لأن احنا مابنجيبش سودانى وحلويات بس، لكن كمان بنجيب كعك وبسكويت وغيره وكل ده طبعاً مصاريف، وعموماً السودانى فى العيد احنا بنعتبره كمالة مش زى الكعك والبسكويت مثلاً اللى لازم نجيبه مهما كان سعره، خاصة إن السودانى والحلويات موجودين طول السنة عشان كده اهتمامنا بيهم فى العيد مابيكونش كبير، إنما الكعك ما بنشوفوش غير كل سنة مرة».
بائعو الرنجة: بنجهز للعيد من 3 شهور وشغالين لحد تالت يوم
قال إبراهيم شاهين، صاحب محل رنجة بالسيدة زينب، «أنا هنا ببيع كل أنواع الأسماك المملحة، فسيخ وبورى وسردين رشيدى ورنجة وملوحة أسوانى وكافيار وبطارخ بلدى وأنشوجة وأى حاجة ليها علاقة بمنتجات الأسماك المملحة»، متابعاً: «سمكة الرنجة ديه بتكون مستوردة من الخارج خاصة من هولندا والنرويج وإنجلترا وبتيجى عن طريق مستوردين كبار عشان نصنّعها هنا فى مصر فى مصانع مخصصة لده بتراعى المواصفات القياسية والفنية فى مراحل إنتاجها».
وأضاف: «الرنجة غير إن ليها قيمة غذائية كبيرة إلا إن هى متداولة بين المصريين لأنها رخيصة بالنسبة للأنواع التانية من الأسماك المملحة، وبتبقى موجودة طول السنة بس عشان العيد موسم بنبدأ نستعد له من قبلها بشهرين تلاتة».
فى حين قالت ماجدة حجازى: «إحنا طول رمضان بناكل الأكل العادى وبنيجى على آخر رمضان بنكون زهقنا منه فبنحاول نغير فى العيد ونجيب رنجة، ودى حاجة احنا اتعودنا عليها وواخدينها بالوراثة».
بائعو الترمس: الناس بتشتريه طول السنة والزحمة عليه بتكون يوم الوقفة
قال عثمان سيد، صاحب محل عطارة بمنطقة السيدة زينب: «الترمس وحمص الشام أنواع، فيه منهم البلدى وفيه الحلو المستورد، وفيه الترمس السودانى وده بيبقى مر زى البلدى، واحنا بالنسبة لنا الترمس والحمص موجودين عندنا طول السنة، بس الناس بتيجى تشتريهم للعيد فى آخر 3 أيام فى رمضان لحد ما نوصل ليوم الوقفة وبيكون ده أكتر يوم بييجى فيه ناس تشترى من عندى ترمس وحمص».