"الخلاف لا يفسد الود".. روشتة علاج المشكلات الزوجية
الحوار الهادئ ينهي الخلافات الزوجية
من الأمثال المتداولة "دوام الحال من المحال"، هذا المثل يعكس في ثناياه الكثير من الأبعاد على مختلف المجالات الحياتية العملية منها والأسرية، ونقصد من هذا التعبير حياة المتزوجين على الخصوص، وكيف يمكن لخلاف بسيط أن يصنع مسافة من الجفوة بين الزوج وزوجته، وفي الغالب السبب الرئيسي في هذا الاختلاف العصبية الزائدة، وهنا لا بد أن يكون لأحدهما الروية لتحويل الاختلاف إلى شكل من الود والتفاهم، فالسعادة دائما لا تأتي من الفراغ، والتفاهم لا يولد من لا شيء، لكن الذي يبني قاعدة كليهما هو قليل من التنازل، حتى تسير سفينة الحياة نحو الاستقرار الدائم.
تقدم دكتورة Fabienne Kraemer روشتة عملية لتفادي تحول أي خلاف بين الزوجين إلى المشكلة ثم إلى قرار الانفصال.
ـ الاختلاف لا يفسد للود قضية
الاختلاف والتناقض بين المتزوجين شائع جدا، حتى بين أكثرهم تفاهما، لذلك تقول الدكتورة النفسية المختصة في العلاقات الزوجية Fabienne Kraemer إنه من غير الطبيعي جدا أن يحاول الرجل أن يجعل من زوجته نسخة منه، والسبب أن لكل واحد منهما كيانا مستقلا بحكم التربية وبحكم تاريخ شخصية كل واحد منهما، والاختلاف هنا أيا كان نوعه لا يمكن أن يحول العشرة إلى عداء.
ـ لاءات كل يوم
الأزواج مثل الزوجات كثيرو الاعتراض بسبب وبغير سبب، وعند النقاش تكون كلمة "لا" هي السبب في تفاقم المشكلة، وتتحول نبرات الصوت الهادئ إلى صراخ عال مفاده أن كل واحد رغما عنه خرج عن شعوره، ويتحول النقاش إلى وابل من الاتهامات، لذلك إن إنهاء أي مشكلة يتلخص في الاستماع أولا والبحث عن المسببات ثانيا، وأيا كانت الأسباب لا بد ألا يتحول النقاش المتوتر مع الأيام إلى حالة من التعود، وهنا يصعب التغيير.
ـ كن مستمعا جيدا
أثناء المناقشة حول أي فكرة أو أي مشكلة حاول أن تكون مستمعا جيدا لزوجتك، ولا تقاطعها في كل مرة مستعملا بعضا من الحركات بيديك قد تستفزها، وتتحول المناقشة إلى خصام أولا ثم شجار ثانيا، لذلك فإن القليل من الصبر يفتح أمامك سبلا للتقرب أكثر وإحساس الآخر بأنه مطمئن في سرد أفكاره، وأنه وجد بداخلك مساحة من الاحتواء تجعلك تكسبه إلى أبعد الحدود، وأعتقد انك ستكون سعيدا جدا حينما تتحول في لحظة ما إلى أكبر محلل نفساني في الوجود.
ـ الهدوء مفتاح التفاهم
نحن نعيش في وسط مليء بالضغوط النفسية، لذلك نحاول أن نذكر كل منكما باستمرار أنكما لا تحتاجان إلى الهدوء في النوم أو في العمل فقط، بل تحتاجان إلى هدوء مميز حينما يدور بينكما أي حوار، حتى ولو كان من وجهة نظرك تافها، فارتفاع الصوت والتحدث بنبرات عالية مفاده دائما طريقا مسدودا نحو أي شكل من التفاهم، وعليه يجب أن تكون بداية أي من المناقشات في هدوء.
ـ لست متهما حتى تدافع عن نفسك
عند أي مشكلة، فإن مجرد لجوئك إلى الدفاع عن النفس أو تبرير ما قمت به من أفعال هو في واقع الأمر بالنسبة لزوجتك أنك مذنب، لذلك النقاش السليم كان يتطلب مثلا بعضا من التوضيحات أو بعضا من المعلومات أو الأمثلة يجعلها تسترسل معك في أفكارك وتتحول من شخص في دائرة الاتهام إلى شخص تثق فيك إلى أبعد الحدود، كما أن الدخول في كثير من التفاصيل هي في الواقع أمورا لا طائل منها، بل بالعكس تزيد من هوة الاختلاف بينكما، ويتحول الهدوء والسكينة إلى نكد يتطلب عليك ساعتها اتخاذ تدابير بديلة لفض هذا الاختلاف.
ـ أين يكمن الحل إذن؟
هناك بعض من الأزواج يرى أن إنهاء المشكلة أن يقدم الطرف الآخر بعضا من التنازلات، في وقت ترى فيه المرأة أن كبرياءها لا يسمح وتحاول أن تقنعك بكل الطرق بأن الزوج هو المذنب، وعليه أن يقدم اعتذاراته، من وجهة نظر الرجل إهانة لرجولته، مادام لم يكن مخطئا ولحل مثل هذه الإشكالية لا بد من أن يقوم كل طرف بقليل من الاعتذار، وتنتهي المشكلة، وتعتبر سحابة عابرة، لأن الحياة لا بد أن تسير في كل الظروف ولا يبقى كل واحد على الدوام يترصد للآخر ويبحث له عن أقل الأخطاء حتى يختلق مشكلة، وما تجدر الإشارة إليه هو أن كل الاختلافات من الممكن أن تجد حلا تحت مظلة الهدوء وبفلسفة خذ وهات.