«سامى» منادياً: حد عايز يقص شجر؟
«سامى»
يسير فى شوارع الجيزة شارداً، يجر قدماً وراء الأخرى وهو فى الطريق إلى حيث لا يعلم، يحمل مقصاً كبيراً يربطه بحبل قوى حول كتفه، يعلو صوته منادياً: «حد عايز يقص شجر؟»، فلا يأتيه الرد، فيواصل السير فى الشوارع.
أحلامه بسيطة: تزويج ابنته الكبرى وسداد دين قدره 1800 جنيه
«سامى على المغربى»، 61 عاماً، يسير على قدميه مسافة طويلة يومياً، يقطع شارع الهرم كله، ويصل إلى الجيزة، ثم يمر بعدد من القرى حتى يصل إلى قريته «أبو صير» دون أن يستقل أى مواصلات: «ماقدرش أركب، علشان ممكن ألاقى شغل وأنا ماشى، يمكن حد يقول لى تعالى قص شجرة، جنينة، أى حاجة». لدى «سامى» ستة أبناء، كل ما يشغل تفكيره هو تجهيز ابنته التى اقترب زواجها، وتسديد ديونه التى وصلت إلى 1800 جنيه: «اشتغلت حاجات كتير، فران، عجان، خراط، وغيرها، وماستقرتش غير فى قص الشجر رغم الألم الشديد اللى باحس بيه فى إيدى ورجلى، وبرضه مش مرتاح فى الشغلانة دى بسبب اللف طول النهار». يحصل «سامى» على معاش من الشئون الاجتماعية قدره 413 جنيهاً، لكنها بالتأكيد لا تكفى أسرته الكبيرة: «آدينى بادور على أى رزق علشان عيالى، ونفسى ربنا يكرمنى وأجوز بنتى وأسد الدين اللى عليا قبل ما أموت».