من كتاب "مخرج على الطريق".. "خان" يوضح علاقته بالرئيس المالديفي
محمد خان
عبر 600 صفحة حملت مقالات لا غنى عنها لأي ناقد من نقاد السينما أو محبيها، فهي تحمل الكثير من هموم هذه الصناعة، ومشكلاتها التي لا تنتهي، بل تحمل العديد من الحلول التي من الممكن أن تنهض بهذه الصناعة المهمة والقومية، قدم المخرج محمد خان، خلاصة مشواره الفني الطويل بالسينما، من خلال مقالاته التي كتبها ونشرها في الفترة من 1990 وحتى 2015 في عدة صحف هي "الحياة، والقبس، والقاهرة، والدستور المصرية، والتحرير"، في كتابه "مخرج على الطريق".
الكتاب أصدرته دار "الكتب خان" للنشر، في نوفمبر الماضي قبل 8 أشهر فقط من وفاته في الساعات الأولى من صباح أمس الثلاثاء 26 يوليو 2016.
وفي مقاله "ذهب الليل وطلع الفجر"، تعرض لواحد من أفلامه والذي كان له خلفية هامة في حياته، فيقول: "يعتبر فيلم (يوسف وزينت) أول فيلم مالديفي في تاريخ البلاد، ويبلغ عدد هذه الجزر الساحرة 200 جزيرة تكون 19 أرخبيلا يحتضنها المحيط الهندي، فلماذا المالديف، الإجابة ببساطة شديدة هي أن رئيس جمهوريتها مأمون عبدالقيوم صديق منذ الصبا حين كان يدرس بالأزهر الشريف، وأنا في مرحلة الإعدادية ثم الثانوية، وكان يجمعنا حب شديد للسينما مجسد في زيارة أسبوعية لأحدث ما يعرض بالقاهرة من أفلام، وخاصة أفلام هيتشكوك وأجاثا كريستي في تلك الفترة، ولذلك حين ألتقينا بالقاهرة بعد سنوات عديدة، هو كرئيس دولة وأنا كمخرج سينمائي، فلم يكن من الغريب أن تجمعنا فكرة مشروع فيلم سينمائي مالديفي".
وتابع: "وقد كان (يوسف وزينب) قصة مدرس بمصر يمر بأزمة اقتصادية وعاطفية والذي يقبل وظيفة بتلك الجزر على اعتقاد بأنها مثل بلاد النفط الأخرى سيستطيع أن يدخر ما يكفيه لبداية حياة جديدة ببلده، ولكن يكشف أن المالديف مجرد بلد نامية اقتصاديا تعتمد على السياحة، وفي مواجهة إحباطه يكتشف المدرس أن حاجة السكان إليه إنسانيا هي أهم من أي مقابل مادي كان يطمح إليه في البداية، فالفيلم يناقش المعنى الحقيقي للشعور بالانتماء خلال صراع المدرس مع نفسه وخياره البقاء عن العودة وكذلك صراع الشاب المالديفي بين هجرة الصيد واللجوء إلى العمالة بالسياحة".
وأضاف: "وفي مشهد يقوم المدرس بتعليم الفصل أغنية (محمد فوزي الشهيرة ذهب الليل وطلع الفجر والعصفور صوصو)، ولم يخطر ببالي بتاتا وأنا أصور المشهد أن بقية سكان الجزيرة الذي يتابعون قد حفظوا كلمات الأغنية عن ظهر قلب، ففي وقت مغادرتنا اصطف أهالي الجزيرة على ساحلها الجميل ليودعونا وهم ينشدون معا الأغنية وتسيل دموعنا جميعا".