هيئة خريجى الجامعات «زى قلتها»: مقر ويافطة «بلا خدمات»
مقر كبير لا يعلم أحد عنه شيئاً
الأبواب مفتوحة طوال أيام الأسبوع، باستثناء يومى العطلة الرسمية، دفاتر وأوراق ومكاتب وموظفون يعملون فى المكان، ولافتة صغيرة بالخارج، مكتوب عليها «هيئة خريجى الجامعات»، التى تأسست عام 1942، مرت كل هذه العقود حتى لم يبق من الهيئة حالياً سوى مقرها، واللافتة، و«كوم الورق»، دون أن تقدم أى خدمات للخريجين، الذين لا يعلمون عنها شيئاً.
تأسست 1942.. ولا يزورها أحد
فى ميدان الألفى بمنطقة وسط البلد بالقاهرة، على بعد أمتار قليلة من مقر الهيئة، الكائن بإحدى العمارات التراثية القديمة، يجلس شادى حسن، الذى تخرج قبل عام واحد فى قسم علم النفس بكلية الآداب جامعة القاهرة، لا يعلم شيئاً عن المقر، ولم ينتبه إلى لافتته، أو حتى يسمع عن الهيئة فى وقت سابق، يتساءل: «هيئة إيه؟ عمرنا ما سمعنا عنها»، اندهاش الشاب العشرينى من اسم الهيئة لم يختلف عن غيره من آلاف الخريجين الذين لا تربطهم بها أى صلة، يقول خريج آخر: «الحكومة عندها مشاكلها المتلتلة، ومش فاضية لشباب وخريجين، والهيئة زى مقار حكومية كتيرة، يافطة وبس».
يبدأ العمل داخل هيئة خريجى الجامعات من الثامنة صباحاً، حتى الثانية بعد الظهر، على مدار 6 ساعات، لا يطرق أحد بابها فى أغلب الأيام، بحسب أحد الموظفين الذى كان يجلس على مكتب صغير، وأمامه أوراق ودفاتر وجريدة، ويبدو أنه قضى ساعات النهار الأولى فى تصفحها، الرجل الخمسينى يرتدى بنطالاً وقميصاً بسيطين، ويضبط باتجاهه مباشرة مروحة تساعده على تحمل درجة الحرارة العالية فى المكان، تولى عمله منذ نحو 14 سنة فى الهيئة التى من المفترض أن تقدم خدمات كثيرة للخريجين، منها الإرشاد للوظائف، والمساعدة فى التعيين، لكنه، بعد أن رفض ذكر اسمه، يقول: «التعيينات واقفة، ومفيش أى دعاية أو توعية بالمكان، محدش بييجى غير كل فين وفين، وبيكون غالباً من الباحثين ومحتاج مصلحة أو عايز يسأل سؤال».