«30 سنة كتاكيت»: بشترى الواحد بـ«نص جنيه».. وببيعه بالخسارة
«جدة» تستعرض الكتاكيت لجذب الزبائن
هى و«الكتاكيت» لا يفترقان، فتفترش بها سوق «كوم بكار» الموجود فى منطقة فيصل، وتنتظر الزبائن لتفوز بجنيه عن كل «كتكوت».. مشوار طويل تقطعه «جدة عطا الله» من منزلها، لا تتذكر عنوان سكنها، وإن سألها زبون عنه تقول بعفوية: «والنبى ما أعرف.. أنا ساكنة فى نمرة 12»، حينها تتدخل بائعات السوق ويقلن: «شارع حسن جمعة»، فترد: «باين والنبى.. أصلى بتلخبط».
تبيع «جدة» الكتاكيت منذ 30 عاماً، تغير خلالها كل شىء حولها باستثنائها هى: «والنبى باخسر، باجيب الكتكوت بنص جنيه وأبيعه بجنيه، وكيلو العلف بـ8 جنيهات فى اليوم، يعنى يادوب أكلهم وأبيعهم وأخسر أكيد». تمنت «جدة» أن تربى الكتاكيت بدلاً من شرائها، فالأمر كان سيضمن لها مكاسب وفيرة، لكن الأمر كان مستحيلاً بسبب ظروفها المعيشية، فهى تعيش فى غرفة واحدة مع زوجها وأولادها: «طول عمرى أشترى وأبيع لكن مربيش، أصل ماعنديش بيت ولا شقة، ومأجرة أوضة عايشه فيها مع عيالى وجوزى.. صعب أربى كتاكيت والبيت صغير على قدنا».
أمنيات «جدة» بسيطة، أن تستأجر غرفة أكبر لتعيش فيها، وأن يشفى الله ابنها الذى يعانى من مرض نفسى، وأن تكون قادرة على خدمة زوجها الذى كبر فى السن، ويعانى من مرض السكر، ولا يستطيع العمل مطلقاً والمساعدة فى الإنفاق على المنزل. كما ورث أبناء «جدة» الخلق الحسن والعفوية من أمهم، ورثوا أيضاً حب الـ«كتاكيت»، فيعتنون بها دائماً فى الغرفة ويطعمونها، ليبيعوها أيضاً فى سوق «كوم بكار»: «لو مابعناش ناكل منين؟ أدينا عايشين، وسايبينها على الله»، حسب «جدة».