مكفوفون فى ورشة نقش على الطين: فن.. باللمس
بعض المشاركين فى الورشة
ما إن تلمس أطراف أصابعهم قطع الطين الأسوانى، ويتتبعوا ثناياها، حتى يُحلّقوا بخيالهم إلى أشكال ومعالم تعرّفوا عليها مسبقاً باللمس، وتركت انطباعاً داخلهم، دفعهم إلى محاكاتها بالعجين داخل ورشة فنية لإبراز إمكانيات ومواهب المكفوفين.
«أبوالهول، قلب، صينية تحمل أكواباً وفناجين».. وغيرها أشكال صنعها أطفال وكبار من فاقدى البصر، اعتماداً على حاسة اللمس، دون أن تكون لهم خبرات سابقة فى مجال النقش على الطين الأسوانى، وفقاً لتوجيهات مشرفين فنيين متخصصين فى التعامل مع أصحاب هذه الإعاقة، ضمن نشاط المكفوفين وضعاف البصر فى جمعية «رسالة». الورشة التى لم تتجاوز الـ3 ساعات كانت كافية للتنفيس عن طاقات إيجابية للمكفوفين، وكشفت عن مواهب دفينة لدى بعضهم، وفقاً لـ«مى سمير»، مسئولة النشاط، موضحة أن تلك النوعية من الأنشطة الفنية يُقبل عليها المكفوفون، على عكس الشائع عنهم، لأنها تعتمد على اللمس، الحاسة التى يتميزون بها عن غيرهم من الأسوياء.
«مى» أضافت أن ورشة الطين الأسوانى يتم تنظيمها شهرياً، فى أماكن مختلفة، مثل مكتبة المعادى الثقافية، ومكتبة الطفل فى جاردن سيتى، وتشهد إقبالاً كبيراً، خصوصاً من الأطفال، حيث تُقدّم مجاناً دون دفع أى رسوم، ضمن أنشطة كثيرة فنية ورياضية وتثقيفية تُقدّمها الجمعية.
فرحة كبيرة بدت على وجوه المكفوفين فور أن انتهوا من قطعهم الفخارية، وثقة بالنفس شعروا بها كانت غائبة عن بعضهم، حسب «مى»، خصوصاً أن ممارسة الأنشطة الفنية مهمة للشخص السليم والكفيف، لكن بعض فاقدى البصر يتعذّر عليهم القيام بذلك، لقلة الأماكن التى تستوعبهم وتساعدهم على ممارستها.