عجوز معاشه 180 جنيهاً ويعمل فى المعمار: «أنا شاب لكن عمرى 83 سنة»
عم فاروق يجلس وسط أكوام من الطوب الأحمر
يجلس بالساعات وسط أكوام من الطوب الأحمر، يمسك طوبة طوبة وبكل عزم وقوة يدق عليها بالشاكوش الذى يحمله معه دائماً، يفصل الطوب الأحمر عن الأسمنت، ليُعيد استخدام الطوب بعد تنظيفه فى بناء حائط داخل منزله، «فاروق محمد»، عجوز بلغ من العمر 83 عاماً، ويعيش حياته كشاب فى العشرين من عمره، يخرج كل صباح من منزله فى فيصل، متوجهاً إلى أى شارع ملقى فيه مخلفات بناء، ليقوم بالمهمة التى اعتادها يومياً لتوفير ألف طوبة.
«بدل ما أشترى الألف طوبة بـ400 جنيه، قلت الطوب كتير مرمى فى الشوارع، أفصله وأنضفه ويبقى جاهز للبناء.. هو أنا ورايا إيه؟»، هكذا يؤمن «فاروق» بأن الجلوس فى المنزل بلا عمل من شأنه أن يصيبه بالعجز، لذا يُصر دائماً على الخروج من المنزل والمشى فى الشوارع، بحثاً عن أى عمل يقوم به، سواء له أو لغيره.. المهم ألا يركن فى البيت: «لو قعدت فى البيت هاعجّز ومش هاعرف أجيب لنفسى كوباية المية، إذا كان على مراتى وولادى، فهما مش عايزينى أخرج خالص، لكن أنا ماقدرش أقعد فى البيت، على الأقل أوفر قرشين يسندوا البيت شوية فى المصاريف».
يحصل «فاروق» على معاش قدره 180 جنيهاً، وهو معاش ابنه الذى توفى: «طبعاً مبلغ قليل مايكفيش العيشة اللى بقت غالية، علشان كده باطلع أقلِّب رزقى، ممكن أشيل لحد طوب أو رمل، أنا عمرى ما أتعب من الشغل، ده أنا واكل سمن بلدى من بتاع زمان، وآدينى باتسلى».
عندما كان فى ريعان الشباب، كان «فاروق» يعمل «فواعلى»، الفأس كانت سلاحه، وعندما كبر فى السن لم يتخلَ عن هذه الفأس: «لغاية دلوقتى موجودة وباطلع بيها شغل باليومية، العيشة صعبة ومش عايزة اللى يقعد فى البيت».
لا يتمنى «فاروق» أكثر من زيادة المعاش الذى يحصل عليه بعد وفاة ابنه، لأنه يتقاضى مبلغاً زهيداً لا يتناسب مع مستوى المعيشة: «180 جنيه يعملوا إيه بس.. قلّتهم أحسن».