منصة المتضررين: مبادرات شبابية وحملات خيرية «سنفقد منبرنا»
صفحة المفقودين ساهمت فى عودة عشرات المخطوفين
تواصل سريع وملايين المستخدمين وقدرة على تخطى المسافات بشكل سريع، ساهم ذلك فى تحول الموقع الذى أنشئ للتواصل إلى مكان يساهم فى الأعمال الخيرية والمبادرات الشبابية، فالعديد من الحالات تم إنقاذها من موت محقق بسبب تدوينة عن حاجة إلى أكياس دم، والعديد من الأطفال الذين عادوا إلى ذويهم بعد غياب، وإيجاد مأوى لبعض المشردين الذين كانوا يبيتون على الأرصفة فى الطرقات، فيومياً تعلن العديد من الصفحات عن حالات إنسانية فى حاجة إلى مساعدة، أو مبادرات توعوية كالتى تقف ضد التحرش أو التى تدعو إلى الاهتمام بحقوق المرأة ومناصرة قضاياها، وحملات تنظيف الشوارع وبناء أسقف لبيوت بعض الفقراء فى المناطق النائية، لكن أحداً منهم لا يعرف ما العمل بعد إغلاق الموقع.
مديرة صفحة للمفقودين «هنرجع للورق وطباعته وتوزيعه فى الأماكن الحيوية».. و«مروة»: «ممكن نفكر فى تطبيقات بدلاً من فيس بوك»
168 ألف متابع لصفحة المفقودين التابعة لإحدى الجمعيات، التى ساهمت فى عودة عشرات الأطفال إلى أهاليهم بعدما تم الإعلان عن اختفائهم وملابسات هذا الاختفاء، «الصفحة بقالها سنة ووصل عددنا لرقم كبير، ومساعدة الأسر بعودة أطفالها المفقودين عمل عظيم والفيس بوك بيساعدنا فى أقل من دقائق بتكون صورة الطفل موجودة على صفحات المشتركين فى مختلف المحافظات، عكس بقية الوسائل التقليدية» تقولها إيمان محمد، المسئولة عن الصفحة التى تضم سبعة من الشباب يعملون عليها بالتناوب، مؤكدة أن الوضع سيكون سيئاً فى غياب «فيس بوك»: «الموضوع سهل علينا عشان الفيس موجود، لكن بدونه هننزل الشارع والأقسام ودور الرعاية الاجتماعية، وهنستقبل صور المفقودين على الفاكس فى المقرات بتاعتنا ونحاول نلزق الصور دى فى أماكن عامة أو نبعتها للجرايد» مشيرة إلى أن الصفحة استطاعت أن تعيد 30 طفلاً إلى ذويهم بشكل مباشر.
حالات إنسانية ومرضى فى حاجة إلى علاج ومساعدات تذهب إلى المستشفيات، وأفراد فى حاجة إلى التبرع بالدم، وتزويج اليتيمات ودفع مبالغ نقدية للإفراج عن الغارمات، كلها أمور تتحرك لها صفحات «فيس بوك» على هيئة مبادرات أو مؤسسات مشهرة لدى وزارة التضامن الاجتماعى «فيس بوك الوسيلة الأسهل للعمل الخيرى لكن الحصول على الثقة من قبل المتابعين أمر مهم وصعب فى آن، وبالتالى إذا أغلق الفيس بوك لأى سبب فثقة الأشخاص فى الصفحات وأصحابها ستكون داعماً لاستكمال الأعمال تلك بعيداً عن فيس بوك فى حال إغلاقه» تقولها مروة ترك صاحبة «ارسم ضحكة» إحدى الصفحات التى تدعم الأعمال الخيرية والمبادرات التى يقوم عليها بعض الشباب، مؤكدة أنها قد تلجأ لوسائل أخرى مثل التطبيقات «فيه بدائل ممكن نتعامل من خلالها زى التطبيقات اللى منتشرة على الهواتف المحمولة، وفيه تطبيق للتبرع بالدم موجود والناس بتقدر تحمله وتتابع من خلاله الحالات اللى محتاجة، وفى كل الأحوال النزول إلى الشارع ودعوة الناس هيكون خيار مفروض علينا».
إسلام محمد أحد الذين يتابعون تلك الأنشطة معتبراً أنها أسهل وسيلة لمعرفة طرق الخير والمساهمة فى الرقى بالمجتمع حسب تعبيره «بشوف أحياناً منشورات على صفحات ليها علاقة بمساعدة الناس، واتبرعت بالدم كذا مرة لناس محتاجة وبدون مقابل وده بفضل المنشورات على فيس بوك»، مؤكداً أن الحملات التوعوية تستهويه، معتبراً أنها وسيلة ناجحة فى القضاء على بعض الأفكار الشاذة لدى بعض فئات المجتمع المصرى «فيه حملة قبل كده كانت عن التوعية ضد التحرش وكنت أحد المشاركين فيها، واضطريت ساعتها أقرأ عن التحرش وسيكولوجية الشخص اللى بيقوم بهذا العمل، وكنا بنوعى الناس مع مجموعة من الشباب، وقبل كده نزلنا حملة نظافة أيام 25 يناير ونضفنا ميدان التحرير ودهنا الأرصفة» مؤكداً أن إغلاق «فيس بوك» سيكون دافعاً لبحثه عن بدائل أخرى لا يعرفها بعد.