صدق أو متصدقش: محل فراخ مافيهوش فرخة
«أبوسمير» أمام محله الخالى من الدواجن
كان لافتاً للنظر خلو الأقفاص الحديدية من الدواجن، فكيف لمحل طيور أن يعمل دون بضاعة، ولماذا يفتح أبوابه للزبائن، السؤال الذى أجاب عنه «أبوسمير»، قائلاً: «الحال واقف وأنا ماعرفش أقعد فى البيت».
وجه ملىء بالتجاعيد، تستقر عليه ابتسامة رضا لا تنم مطلقاً عن حال «أبوسمير»، 80 عاماً، صاحب محل «سمير للدواجن»، الذى ترك مهنة والده وجده فى بيع الخضراوات، ليفتح محله الجديد: «عندى 11 عيل.. الشهادة لله الفراخ شغلانة أكلت منها الشهد، وياريت الحال دام؟»، فمع ركود حركة البيع، ووصول سعر الدجاجة البيضاء إلى 20 جنيهاً والبلدى إلى 25 جنيهاً، تبدلت أحوال «أبوسمير» وبدأت معاناته.
يُرجع الرجل الثمانينى سبب غلاء الطيور إلى ارتفاع أسعار اللحمة، التى تخطت مؤخراً الـ90 جنيهاً، وعلى أثره تهافت العديد من المواطنين على شراء الدجاج، خاصة فى الفترة التى سبقت عيد الأضحى، ما أدى إلى ارتفاع سعره: «كان سعر الفرخة البيضا 16 جنيه، وصلت لـ 20 وأكثر، وبدل ما الواحد كان بيبيع 20 فرخة فى اليوم، لو بعت 7 فى الأسبوع يبقى رضا».
يرى «أبوسمير» أن الموت جوعاً أفضل من الجلوس فى البيت دون عمل، حتى إذا وصل به الحال إلى أن يفتح المحل بدون ولا دجاجة واحدة لغلاء أسعارها من قبل تجار الجملة: «عمرى ما هقعد فى البيت، وهموت على فرشة المحل».