الصورة: «الجيزة مهد حضارات».. والواقع: «مهد الخرابات»
لافتة «مهد الحضارات» أمام رصيف متهالك فى ميدان الدقى
تناقض كبير بين الأصل والصورة، فالصورة الملصقة بأحد جدران ميدان الدقى، تؤكد أن الجيزة «مهد الحضارات»، بينما الواقع أسفلها مباشرة أنها «مهد الخرابات» حيث الأرصفة المتهالكة والجدران التى تئن من الإهمال بخلاف الروائح الكريهة التى تبعث من أسفل كوبرى أكتوبر.
محمد إبراهيم، أحد سكان حى الدقى، هو أحد المتضررين من إهمال المنطقة: «الوضع فى أحياء الجيزة، حتى الراقية منها، لا يسر عدواً ولا حبيباً، فالشوارع غير مرصوفة والأرصفة متهالكة وتسيطر عليها المحلات، بخلاف القمامة التى تملأ معظم الأركان».
الدكتورة عبير طنطاوى، مرشدة سياحية، ترى أن مشاهد القبح لا تقتصر على الميادين والشوارع الشهيرة بل تمتد إلى المناطق الأثرية، مؤكدة أن معظم المسئولين لا يقدرون قيمة القاهرة والجيزة ويكتفون بالشعارات التى تتحدث عن الحضارة والتاريخ، بينما هم لا يقدرون هذا التاريخ.
واقترحت عمل بروتوكول تعاون بين المحليات أو المحافظة من ناحية وبين كلية الفنون الجميلة أو الفنون التطبيقية لتجميل هذه الميادين، لافتة إلى أن الحى بمفرده لن يفعل شيئاً، وأنه يمكن إطلاق مبادرة أو حملة لتطوير وتجميل الأرصفة والأعمدة.
اللواء علاء هراس، نائب محافظ الجيزة، قال إن الميزانيات المخصصة لتطوير الميادين هى التى تحدد حجم ونوعية التطوير، وطرح الترميم والتطوير يكون فى بداية السنة المالية عن طريق نظام المناقصة حسب القانون: «نحاول بقدر استطاعتنا مراعاة البعد الجمالى للميادين القديمة، لكن التمويل وضعف الميزانية يحد من ذلك، كما نستعين ببعض أساتذة الفنون الجميلة، حيث يتطوع بعضهم فى رسم تصميمات جديدة»، مؤكداً أن التطوير لا يقتصر على الرسومات بل يشمل المواد الخام المستخدمة فى الإنشاءات والتجميل وهى مرتفعة الثمن، خاصة إذا تم التطوير على نطاق واسع وشمل نقل مرافق وهذا يتكلف ملايين الجنيهات.