الحر والغلاء يفسدان موسم البلح
أحد بائعى «البلح» ينتظر الزبائن فى طريق «سقارة»
على جانبَى طريق «سقارة» اعتادوا أن يحتشدوا كل عام فى مثل هذا التوقيت لبيع البلح لقائدى السيارات التى تمر من هذا الطريق، الأمر الذى اختلف هذا العام، ففرحتهم بموسم البلح تبدو منقوصة لسببين، فارتفاع درجات الحرارة قلل من إنتاجية محصول البلح، وارتفاع الأسعار أدى إلى عزوف الزبائن عنهم. «الحر قلل كميات البلح الخارج من النخل، والغلا أثّر على الكميات اللى الناس بتشتريها، والموسم هيخلص على طول، واحنا بنخسر»، كلمات «هانى عمران»، أحد بائعى البلح، الذى أصابه الملل بسبب وقوفه لفترات طويلة على الطريق منتظراً الزبائن دون جدوى. سعر موحد يضعه بائعو البلح لم يتغير عن العام الماضى، وهو 10 جنيهات للثلاثة كيلو، ورغم ذلك تراجعت المبيعات بشكل ملحوظ: «المفروض نبيع بأغلى بس السوق تعبان، وعلى الرغم من إن السنة اللى فاتت كان طرح البلح كتير والسنة دى قليل، بنحاول ننزّل السعر عشان نبيع». يقف «عاشور رفعت» على الطريق منذ السابعة صباحاً من أجل تغطية نفقات النخل الذى استأجره للحصول على بلحه، فثمن تأجير النخلة بحسب قوله يتراوح بين 150 و350 جنيهاً، وطرحت هذا العام بلحاً بكميات متفاوتة من 50 إلى 100 كيلو، بينما كان فى العام الماضى حوالى 200 كيلو: «يا دوبك بلمّ فلوسى بالعافية، وفى النهاية ماحدش بينام من غير عشا». يسلى «محمد أبوبكر»، وقته بأكل حبات البلح طوال ساعات وقوفه على الطريق. وعن سبب بيع البلح بسعر قليل على الرغم من كمياته القليلة، يقول: «الحر حاجة فى علم الله، ومارضيناش نغلّى على الغلابة». بينما يؤكد «شعبان نورالدين» أن البيع قلّ كثيراً، وهو ما يضطره للبيع دون مكسب مرضٍ، عاملاً بالمثل «نص العما ولا العما كله»: «السوق راقد، والنخل شاريينه بقد كده، وبنبيع أرخص من السنة اللى فاتت مع إنه طالع على أبوه غالى».