الرياضة بالنسبة لهم.. «مفتاح» الحياة
الحياة عند مريض «الأوتيزم» مختلفة، فكل الثوابت التى يتعامل بها الأسوياء متغيرات فى حياة المتوحدين، حتى المتعة، فهناك شكل آخر، لا المال ولا الطعام ولا الوضع الاجتماعى يمكن أن يحققه، لكننا نتطابق معهم فى متعة وحيدة هى ممارسة الرياضة، وحول هذه المنطقة الفريدة، يقول محمد عبدالفتاح، إخصائى التربية الرياضية المعدلة: إذا كانت الرياضة لدى الأسوياء جزءاً من حياتهم، وهى جانب ترفيهى ومتعة ممزوجة بالفوائد، فإنها بالنسبة لمريض «الأوتيزم» حياة كاملة بكل تفاصيلها، ولها أهداف صحية وعلاجية ونفسية غاية فى الأهمية، ولا يمكن أبداً بأى حال من الأحوال الاستغناء عنها فى حياة مريض التوحد. مضيفاً: فى عملنا كمتخصصين فى رياضة المتوحّد نلاحظ أموراً فى منتهى الغرابة تكون ممارسة الرياضة هى السبب فيها، فمثلاً كثيراً ما لاحظنا أن مريض التوحد يتعرّف على الدنيا من خلال الملعب، بمعنى أن لكل شىء بدايةً وهى بداية المباراة، وأن لكل شىء نهايةً وبين البداية والنهاية مرحلة يمارس فيها مجهوداً معيناً وتصل الحكمة إلى أعلى درجاتها حينما يكتشف أنه لو أتقن دوره سيحظى بإحساس مختلف تماماً، وهو الفوز، وبالتالى التكريم من الوسط المحيط، وكلها أمور لا يمكن اكتشافها إلا من خلال الرياضة.
إضافة إلى ما سبق يمكن للرياضة أن تكشف للمتوحد أبعاداً جسمية لا يمكن أن يدركها، فحينما يتعرّف على كرة القدم، ويدرك أنها لا يمكن أن تمارَس إلا بالقدم وأن هناك فارقاً بينها وبين كرة اليد التى لا تمارَس إلا باليد، هنا يتأكد معرفته باليد والقدم ودور كل عضو فى حياته.
ويمضى قائلاً: من المعروف أن نسبة الإنجاز فى حياة المتوحد قليلة جداً، وبالتالى يفتقد القدرة على الإحساس بالفوز والتحدى، وهنا تحقق له الرياضة هذه الأحاسيس المهمة التى تؤدى إلى ردود أفعال تساعد إلى حد كبير فى تحسين العملية التأهيلية له.
كل هذا بالإضافة إلى قدرة ممارسة الرياضة على شغل وقت فراغ مريض التوحد وتحسين علاقته بالوسط المحيط به وزيادة التفاعل بينه وبين من حوله، خصوصاً لو لاحظ أنه يؤدى نفس الممارسات الرياضية التى يقومون بها، وهو ما جعلنا نلاحظ التطوّر المبهر الذى يحدث للمريض بعد فترة من ممارسته للرياضة، خصوصاً إذا ما استطاع أن يفوز ويكرّم فى مهرجان وسط حشود يدرك وقتها أهميته.
أخبار متعلقة:
«الوطن» تقضى يوماً فى مركز تحويل «محنة الأوتيزم» إلى «منحة»
5 ساعات من «الدهشة» مع المبدعين الصغار
مصاب بالتوحد والإعاقة وبطل مصر فى السباحة.. «كريم» يا «عادل»
«يوسف العبقرى» كاريزما تتحدث عن نفسها
«النجم» عمر.. عزف الإبداع على «نول» المهارة
مها هلالى: الطفل المريض يواجه «العجز».. والمجتمع يصيبه بـ«الإعاقة»