مصاب بالتوحد والإعاقة وبطل مصر فى السباحة.. «كريم» يا «عادل»
من منا يتوقع أن يضم مركز لعلاج «التوحد» بين جدرانه رياضيين أبطالا على مستوى الجمهورية يعشقون الرياضة ويرونها متعة لا يمكن أن تستمر الحياة دونها، وأبطالا فى فاعليات رياضية على مستوى محلى ودولى؟
هذا ما أكمل به النجم كريم عادل، بطل الجمهورية فى السباحة رغم إعاقته، سلسلة «المفاجآت» التى شاهدناها بأعيننا خلال هذا اليوم المدهش، والذى أثبت أن الإرادة هى أهم صفة إنسانية على الإطلاق فى هذه الحياة.
بحثنا عن البطل «كريم» المصاب بالتوحد، ممزوجا بإعاقة أخرى غاية فى الصعوبة فى النصف السفلى من الجسم، لنحظى بشرف مقابلته، فعلمنا أنه موجود فى فصل التدريب على الكمبيوتر، فتوجهنا إلى هناك. كان «كريم» يجلس أمام شاشة الكمبيوتر فى وقت التدريب على الحاسب، مثل كل الأبطال الحقيقيين، مهذبا ومتواضعا، مطيعا لأوامر معلمه، يختار الجمل الصحيحة وينسقها مع بعضها بنسبة نجاح مائة فى المائة، يسيطر عليه هدوء غريب وسكينة لا يتناسبان أبدا مع كونه بطل مصر فى السباحة. وعندما حاولنا الاستفسار عن طبيعة هذه الحالة الهادئة، قيل لنا إن هذا الهدوء الرهيب خادع، فأنت لا تلقاه معه فى مملكته الخاصة التى هو زعيمها بلا منافس، وهى الماء، فبمجرد أن يغطس جسد «كريم» فى حوض السباحة ويبدأ السباق، يتحول هذا الهدوء إلى قوة جبــــارة، ويتخلص البطل من هذه السكينة ويحولها إلى قدرات خارقة لا يمكن الاستهانة بها، هى التى أهلته ليفوز ببطولة الجمهورية، ويصنف بطلا من الطراز الفريد.
وحينما استفسرنا عن حكاية البطل، تحدث إلينا المشرف الرياضى بالمركز قائلا «هو بطل بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فهو يمتاز بمهارات وفنيات لا يملكها الكثير من السباحين المصريين، سواء كانوا من ذوى الإعاقة أو من الأسوياء، ويتمتع بقدرة غير عادية على استخدام ذراعيه، كما يمتلك قوة بدنية تؤهله للفوز، أضف إلى ذلك أنه يمتاز بقدرة عالية على التركيز الشديد فى أى شىء يشرع فيه، وهى قدرة من نوع خاص جدا، وأحد أهم الأسباب التى ساعدته على التميز فى الرياضة، أنه فوق كل تلك الصفات الجــــيدة رياضى مطيع جدا ولديه من القدرة على التحــــمل والصبر والدأب، ما يؤهله للاستمرار بنجاح فى عالم الرياضة».
كريم عادل، بطل المركز الذى لا تملك أمامه سوى أن تقدم فروض الاحترام والتقدير والإعجاب لكل مــــن ساهم فى خروج هذه الموهبة للنور، وكل من وضع هذا البطل على الطريق الصحيح وصبر معه وعليه، على الرغم من الإعاقة الحركية المضافة إلى مرض التوحد.
أخبار متعلقة:
«الوطن» تقضى يوماً فى مركز تحويل «محنة الأوتيزم» إلى «منحة»
5 ساعات من «الدهشة» مع المبدعين الصغار
الرياضة بالنسبة لهم.. «مفتاح» الحياة
«يوسف العبقرى» كاريزما تتحدث عن نفسها
«النجم» عمر.. عزف الإبداع على «نول» المهارة
مها هلالى: الطفل المريض يواجه «العجز».. والمجتمع يصيبه بـ«الإعاقة»