كتاتيب آيلة للسقوط.. مش باقى منها غير أثر
كُتاب الشيخ حسين لتحفيظ القرآن
«الكُتاب» كان النواة الأولى لانطلاق التعليم فى الأقطار الإسلامية ومصر، يهرول إليه الأطفال عازمين على إتمام حفظ القرآن بواعز من الأهل والعادات والتقاليد، الحال الذى لم يدُم، فبمرور السنين تلاشى مفهوم الكُتّاب تدريجياً، ولم يتبقَّ منه سوى هيئته الخارجية التى تجسدت فى مبنى قديم آيل للسقوط!
كُتابا «الشيخ حسين» و«الشعيبى» لتحفيظ القرآن الكريم، اشتهرا فى منطقة «باب الشعرية» بالقاهرة، وكل منهما عبارة عن سبيل يشرب منه المارة، يعلوه كُتاب يتلقى فيه الطلاب العلِم، قبل أن تتحول تبعيتهما من وزارة الأوقاف إلى وزارة الآثار، وعنهما يقول عبدالمنعم رجب، أحد سكان المنطقة، ومن تلاميذ كُتّاب «الشيخ حسين»: «زمان الكتاب كان ليه هيبته، كان الشيخ حسين بيقعدنا حواليه على حصيرة وقدامنا سبورة خضرا صغيرة بيكتب آيات القرآن عليها، وفى إيده خرطوم صغير بيضرب بيه اللى مش حافظ».
يؤكد الرجل الستينى أن تحفيظ القرآن قديماً كان يتم بطريقة صارمة عكس ما يحدث الآن، فمخالفة قواعد والتزامات الكُتاب كان بمثابة العمل الإجرامى غير المسموح: «رغم فوايده الكبيرة، أهالينا كانوا بيدفعوا فلوس قليلة، يا ريت يرجع تانى، لكن للأسف الكتاتيب القديمة كلها اتحولت لآثار تابعة للوزارة».
ترجع تبعية الكتاتيب فى الأساس إلى وزارة الأوقاف المصرية، ورغم إغلاق بعضها وتحويلها إلى أثر تابع لوزارة الآثار، فإن هناك قرى ما زالت حريصة على الحفاظ عليها، بل وتسعى إلى زيادة أعدادها، ويُعد كُتاب «الشيخ أحمد الزفتاوى» فى قرية «شبراملس»، التابعة لمركز زفتى بمحافظة الغربية، واحد من بين 12 كتاباً فى القرية تم إنشاؤها منذ 15 عاماً، حيث يحرص على تعليم الطلاب قواعد اللغة العربية أولاً ثم البدء فى حفظ القرآن الكريم.
الشيخ أحمد، إمام وخطيب فى وزارة الأوقاف والمسئول عن كتاب أحمد الزفتاوى، يقول: «الكُتاب مترخص من الأزهر، بياخد أجور رمزية من الطلبة زى كتاتيب زمان، وبيحفظوا القرآن فى الجامع بناء على تعليمات الوزارة»، مشيراً إلى أن كافة كتاتيب القرية تسير على نهج زمان، وتعمل يومياً لفترتين صباحية ومسائية.